الخميس - 26 ديسمبر 2024
الخميس - 26 ديسمبر 2024

كيف تدمر روحك؟

الكراهية شعور بغيض! تسلب منك الحياة التي تستحقها، الحياة التي يجب أن تعيشها، تشغلك عن تأمل الجمال، تُقلب حياتك إلى جحيم، جحيم حقيقي. محقون بسم الحقد، كما يشوه روحك وسينعكس ذلك حتما على وجهك، ولن تعرف الابتسامة طريقها إلى نبضات قلبك، يظل وجهك قبيحاً، وملامحك مكشرة، وإحساساتك متذمرة أبداً، سيكون تحملك عبئاً على الآخرين الذي سينفرون من محيطك الملوث، ولعل أكثرها وجعاً حين تنفر نفسك منك، تود لو تخرج من جسدك الثقيل، لو تخلع رأسك المسكون بوساوس لا حد لها، تقتلك في اليوم مئات المرات، فتبدو كجيفة عفنة لا حياة فيها ولا روح. كيان مترهل، معطل، ساقط ومنفي! فالكراهية هي انفعال مؤذٍ، لأنها كذلك، فهي تؤذيك، تؤذي قلبك، تؤذي عقلك، تسمم روحك وجسدك وجل أعضائك الحيوية تكون رهينة في ظل الكراهية التي تقوم بتغذيتها رويداً رويداً رويداً حتى يفجعك يوماً مدى ثقلها، وحجمها، وقبضها كجمرة حارقة على حياتك. من أسوأ ما يحدث للإنسان في هذا العالم هو أن يكره، أن يضخ في شرايينه مشاعر كريهة تجاه كل من لا يحبه أو يؤذيه، تجاه كل من يحاول النيل منه أو القضاء عليه، تجاه كل من لا يتقبله أو ينكر اختلافه عنه رأياً أو شكلاً أو ديناً أو جنساً، أو لمجرد الكراهية فحسب، كيفما كانت الدوافع، فإن إحساسك بثقل الكراهية في روحك هو أسوأ ما يحدث لك حقاً. الكراهية هي باب العداوات والحروب الدامية والتشفي والانتقام وبداية انهيار الروح ودمارها. مؤلفة ومدونة