2018-04-14
ربما هو تسجيلٌ متأخر لانتهاء زمن الأخبار، وحلول المحتوى المتنوع بديلاً، لكنه توثيق ضروريّ قبل التحوّل إلى المحتوى وصناعته.
أكبر خطأ قد ترتكبه الوسيلة الإعلامية هو التعامل مع متابعيها باعتبارهم متلقّين، ذلك الزمنُ ولّى أيضاً. وهذا نقاش عقيمٌ لمن أراد الخوض فيه، مثل عُقمِ الجَدَل حول مواجهة الصحافة الرقمية للإعلام التقليدي. ذلك جدلٌ مبنيّ على مغالطةٍ تنحاز إلى الشكل والأداة على حساب المحتوى والجوهر.
في زمن الشبكات الاجتماعية وتعدّد المنصات المفتوحة، تتقدّم أهمية المحتوى، إثر اختفاء السبق الصحافي ونُدرة الانفراد بالمعلومات، فما الذي يبقى للوسيلة الإعلامية إذاً؟ الكثير، دون انتفاء أهمية المواكبة بالخبر: القصة الخبرية، التحقيق، الاستقصاء، والذهاب إلى ما وراء الحدث لإحاطة المتابع بجوانب الموضوع، ما يتيح له فرصة المشاركة في صناعة المحتوى، نقداً وتعليقاً ورأياً.
هذه أجواء صحية تسهم في تطوير الإعلاميّ والوسيلة. ويبدو هذا نموذجاً أكثر فعالية لتشكيل الرأي العام، بدلاً من الاصطدام بالجمهور والإصرار على تلقينهم ما يستطيعون نسفه عبر ضغطةٍ على زر محركات البحث.
ولا يفوتُ صُنّاع الإعلام أنّ هذا، ليتحقق، ينبغي أن يُنفّذ باشتراطات القارئ: الصِدقية وإثباتها، تنوّع الأدوات، ولغة حيةٌ قابلة للتداول بعيداً عن الرتابة والصورة المنبريّة التي يُصرّ الإعلام على الاحتفاظ بها قيمةً غير قابلةٍ للمساس، بينما يبحث القارئ عن المعلومة على هيئة صديقٍ في مقهى.
على الإعلام، لينجو بوجوده، تغييرُ أدواته وثيابه، والعمل بذهنية الباحث عن الربح، منتجه المحتوى، ورأسُ ماله البيّن فريق العمل، واستثماره الضروريّ هو تطوير الكوادر البشرية فالأدوات والتقنيات، وربحه (إلى جانب المال اللازم للاستمرارية) قارئٌ يثق به، ويروّج لإنتاجه.
[email protected]