الاحد - 08 سبتمبر 2024
الاحد - 08 سبتمبر 2024

الإنسان المتوازن

أن يعزف مريض السكري عن أخذ الأنسولين أو يتجلد المريض بين يدي طبيب الأسنان ممتنعاً عن أخذ المخدر الموضعي، ليستبدل تلك العلاجات ببعض المركبات العشبية والنباتات والأغذية الطبيعية لتؤدي الدور المنوط بها كما يفعل الدواء.. بالتأكيد هذا السلوك منافٍ لمنطق الأمور. لكن على الطرف الآخر، لو أننا استبدلنا الأدوية الصناعية في المنزل في العديد من الحالات البسيطة العابرة، كالتشنج المعوي البسيط، الآلام الخفيفة، الحمى المعتدلة إلى الخفيفة، السعال البسيط، الإجهاد، القلق والتوتر.. حبذا لو استبدلنا بالدواء هنا الصيدلية الطبيعية، فهذا الإجراء يوافق العقل والمنطق، والأمثلة كثيرة. نعم يجب أن نعود إلى الماء والغذاء والحركة والطبيعة الأم، بوصفها مرجعاً أولياً وأساسياً في السلوك المنزلي الحياتي، لنكرس بعض هذه القيم الإيجابية، إذ إننا وصلنا حتى على صعيد التواصل الاجتماعي إلى عوالم غير طبيعية افتراضية جعلت من المنظومة الكونية قرية صغيرة. ما أحاول أن أشير إليه هو الأداء الخاص بنا على امتداد 24 ساعة يومياً، وأن نستهلك هذه الساعات ونحن نشعر بأن لدينا الوقت الكافي لنعدل من سلوكنا الغذائي، ونقلل من استهلاكنا الدوائي، نحن وأبناؤنا، ونوجههم ونوجه أنفسنا إلى التوازن بين الغذاء والدواء، والعمل والنشاط الاجتماعي، والحركة والصفاء الذهني، وتجليات الروح، وصولاً إلى الإنسان المتوازن الذي تحدث عنه ذات يوم ستيفن كوفي في نظريات التحفيز قائلاً: إن الإنسان يتكون من أربعة أبعاد هي: الجسم مركز الحركة (قوة الشخصية)، والروح مركز الانفعال (قوة الإيمان)، والعقل مركز التفكير (قوة العقل)، والنفس مركز التوجيه (قوة الإرادة)... فلنبحث عن التوازن في حياتنا على صعيدنا الشخصي والأدائي.. وتذكروا أن العمل لن ينتهي مطلقاً ما دمنا على قيد الحياة.