نعمة النسيان

النسيان نعمة لا جدال في ذلك وهو جزء من دورة الحياة واستمراريتها، ولولا النسيان لمات الكثير بعد موت أهاليهم أو أبنائهم أو أحبائهم، ونسيان أو تناسي الإساءة نعمة أيضاً ولولا ذلك لبقيت القلوب متحجرة قاسية ترفض نسيان الألم وتتمسك به وتبني عليه مدى الحياة. هناك الكثير من الحالات التي يعتبر بها النسيان نعمة قد لا يكون لنا مجال هنا لذكرها، ولكن أن تنسى طفلتك في المطار وتعود إلى منزلك دون أن تتذكرها، فهذه حالة فريدة من النسيان. عائلة آسيوية نسيت طفلتها ذات الثلاث سنوات في مطار دبي ثلاث ساعات متواصلة! بل وقفلت راجعة إلى منزلها في مدينة العين دون أن تفقدها، وحينما اتصلت شرطة المطار بالأب لإبلاغه بالأمر، كان مصدوماً ولم يكن لديه فكرة عن فقدان ابنته. أن تنسى حقيبة في المطار فهذا أمر طبيعي يحصل في العديد من الحالات والمطارات، وأن تنسى أو تتناسى موبايلك في البيت! هو أمر مفهوم جداً ويحدث في العديد من البيوت، وإذا كنت من الناس الذين ينسون الكلام بعد خمس ثوان من قوله فهذا يعني أنك مصاب بالزهايمر وهو أمر طبيعي أيضاً، لكني لا أستطيع أن أجد تفسيراً لهذه العائلة التي نسيت طفلتها في المطار سوى أنه إهمال شديد وليس له عذر إطلاقاً. كل الشكر والتقدير لشرطة دبي على تعاملها الراقي مع هذا الموقف، حيث استوعبت الموقف بكل هدوء واستطاعت الوصول إلى الأب بسرعة والعناية بالطفلة لحين وصول ذويها، الذين يجب عليهم أن يعوا أن النسيان في هذه الحالة نقمة وليس نعمة. إعلامي