الأربعاء - 27 نوفمبر 2024
الأربعاء - 27 نوفمبر 2024

عبدالله أبو السمح

غادر دنيانا قبل فترة كاتب قدير حمل مشعل التنوير في ذروة استقواء تيار التطرف المعروف باسم «الصحوة»، إنه الأستاذ عبدالله أبو السمح رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. نشأ أبو السمح في بيت علم وفضل، فوالده هو العلامة الأزهري، تلميذ الإمام المجدد محمد عبده، والمؤسس الحقيقي لدار الحديث في مكة، وصاحب كتاب «حياة القلوب في معاملة علام الغيوب»، الشيخ عبدالظاهر أبو السمح. أما ابنه الأصغر عبدالله، فمسيرته المهنية مشرقة، فمن إسهاماته تأسيس مجلة الأمن التابعة لوزارة الداخلية السعودية، والمشاركة في تأسيس جامعة البترول والمعادن في الظهران، التي سميت لاحقاً جامعة الملك فهد، إضافة إلى إدارة تلفزيون جدة. عبر زاويته الشهير التي حملت أسماء تعبر عن طبيعة المراحل الفكرية والاجتماعية المتعددة، مثل «رأي آخر» و«مداولات»، خاض أبو السمح معاركه لدحر التطرف، وسيادة الاعتدال والانفتاح، وخدمة الناس، وتمكين المرأة، ومواكبة قضايا أمته وبلاده بإبداء رأي حكيم أو موقف واضح لا ينساق خلف صراخ الغوغاء، ما سبب له عواصف كثيرة وكبيرة، لذلك قال عنه الكاتب الاقتصادي الراحل ورجل الأعمال المعروف وهيب بن زقر «عبدالله أبو السمح جاء في غير زمانه ومكانه». وصف أبو السمح عقد الثمانينات في أغلب دول الخليج بأنها فترة «الرجعة» بدلاً من «الصحوة»، لأن تلك المرحلة شهدت تسرب أدبيات ومشاريع الإسلام السياسي إلى المجتمعات، ومن حسن الحظ أنه شهد قبل رحيله انحسار تلك المشاريع المدمرة. [email protected]