2018-05-20
تجنب الأخطاء والعثرات التي ترتكبها أدمغتنا، بالرغم من عدم ضخامة الموضوع أو تأثيره المباشر في سير حياتنا الطبيعيّة، إلا أننا نقع في العديد من الأحيان بمطبات في طريقة تفكيرنا، والتي لا تندرج ضمن خانة اللاشعور فقط، وبالتالي فإن تجنبها يعطينا الفرصة الأكيدة لاتخاذ قرارات أكثر عقلانيّة.
مناقشة هذا الموضوع كان العنوان الأبرز لجلسة هادئة ومميزة جمعتني مع بعض الأقرباء والأصدقاء بوجود مدرّس متخصص في علم النفس والمنطق (الفلسفة)، والذي استفاض في شرحه وتعليقه بحكم الخبرة والاختصاص.
يتمثل تفسيره الأول بسبب حب الناس وتقاربهم بالاعتماد على اعتقاداتهم المتماثلة، حيث يبدأ لا شعوريّاً بتجاهل أو رفض أي شيء قد يُهدّد أو يُسطّح وجهة نظره، لإحاطته مُسبقاً بالناس والمعلومات التي تُؤكد ما يفكر به ويُسمى علمياً «ترسيخ التحيّز»، والذي يحدث بشكل استباقي للمعلومات التي تُؤكّد المعتقدات الموجودة، وكذلك البحث عنها في الذاكرة.
أما التفسير الثاني فجاء تحت عنوان «القلق من الأشياء التي فقدها الإنسان مُسبقاً»، والذي يؤدي إلى وجوب بذل جهد أكبر لتجنبها على حساب الفرص، وبالتالي فإن احتمال الخسائر يعتبر حافزاً أقوى لسلوكنا من الوعد بالمكاسب.
أما التفسير الثالث فيتلخص في تنبؤ الاحتمالات بشكل غير صحيح، مثل لعبة الطرّة والنقش، أما التفسير الرابع فهو يُشبّه بشراء أشياء لا نريدها، والإحساس بذلك عند العودة إلى المنزل لنجد أنفسنا غير راضين عن مشترياتنا، وبالتالي الشعور بعدم الحاجة لها، والتي تسمى علميّاً بـ «متلازمة ستوكهولم عند الشاري».
ختاماً.. أتمنى من الجميع رفع شعار «فكّر ثم أقدم» قبل القيام بأي عملية يمكن أن تضعنا في خانة تأنيب الضمير.
محامية