2018-05-15
هناك نقاش وحديث لا ينتهي عن التعليم، ولا شك في أنه موضوع مهم يستحق أن نتحدث عنه دائماً، من ناحية أخرى لا بد من الحديث عن التعلم، عن الجانب الآخر من التعليم، كيف يتعلم الفرد؟ هذا سؤال قديم متجدد وهناك نظريات حوله، هناك نظريات أساليب أو أنماط التعلم، هناك نظرية تقول بأن الفرد منا يتعلم بصرياً أو سمعياً ويفضل أسلوباً محدداً للتعلم، لكن هذه النظريات ليس لها أساس علمي، ومع ذلك الفكرة منتشرة حول العالم.
كان وما زال لديّ شك في ما يسمى اختبارات الشخصية، اختبارات بعضها للتسلية وبعضها جادٌ يستخدم في أماكن العمل لتحديد مسؤوليات ووظائف الموظفين، لدي شك لأنني مؤمن بأن الناس أكثر تعقيداً من التصنيفات التي توضع لهم، ولدي شك لأنني أعلم بأن البعض لا يريد أن يتعب نفسه بالتفكير وتصنيف الناس والتعامل معهم بحسب التصنيفات أسهل من محاولة التعامل مع كل فرد على أنه فرد مميز مختلف عن الآخرين، وكذلك لدي يقين أن الناس يتغيرون، يكتسبون معارف وخبرات جديدة ولا شك في أن هذا سيؤدي إلى تغيرهم.
لدي كذلك شك في نظريات التعلم التي تريد أن تضع الناس في تصنيفات محددة، بينما أجد التعلم عملية تتطلب مختلف الوسائل والحواس، حتى من يقول بأنه يفضّل التعليم بمواد بصرية يمكنه أن يتعلم بطرق أخرى ولا يعني تفضيله لأسلوب أن هذا الأسلوب هو الوسيلة الوحيدة ليتعلم، بل لا يمكن حتى أن نثق بأن الناس يعرفون الطريقة المناسبة لهم، ما يمكن أن نثق به هو أن كل فرد يمكنه أن يتعلم بطرق مختلفة ولا نكتفي بأسلوب واحد للتعليم.
التعلم يحدث بالممارسة وبالتدرب والمحاكاة، لا يكفي الفرد منا أن يقرأ أو يسمع شيئاً لكي يفهم، عليه أن يجرب ويفهم بنفسه أو يتعاون مع آخرين ليفهم معهم الفكرة، عليه أن يتمرن وهذا يعني بالضرورة ارتكاب الأخطاء وتصحيحها، وهذا في رأيي الوسيلة الأساسية للتعلم، وهي وسيلة تحتاج إلى وقت، وأنظمة التعليم لا تعطي الطلاب ما يكفي من الوقت، بعضهم يحتاج وقتاً أكثر من الآخرين، وهؤلاء بالتحديد من يتأخرون في المدرسة.
عندما تكون مادة التعلم نظرية كالتاريخ مثلاً، فالفهم العميق للتاريخ يتغلب على حفظ الحقائق، لأن الحقائق تنسى لكن الفهم يبقى حتى مع نسيان التفاصيل، لاسترجاع الحقائق يمكن للفرد أن يعود إلى المصادر على اختلافها، لكن الفهم هو الأساس، أما المواد العملية فهذه تحتاج إلى ممارسة وتجربة واختبار مدى فهم ما تعلمه الفرد مرات عدة.
[email protected]