2018-05-09
حتى كتابتي هذا المقال لا أعرف إن كانت المرأة الشرسة جينا هاسبل ستتبوأ أعلى منصب في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خلفاً لمديرها مايك بومبيو الذي حمل حقيبة وزارة الخارجية، وودع مكتبه في لانغلي، أم أنها ستخاف، هذه المرة، وتسحب ترشيحها الذي جرى بدعم ومباركة الرئيس دونالد ترامب.
ستكون جينا هاسبل أول امراة تتقلد منصب مدير (سي آي أيه) في حال جرى التصويت لمصلحتها في مجلس الشيوخ، الذي سيكون اتضح بعد نشر هذا المقال.
البحث حول ما كتب عن هذه السيدة الستينية هاسبل، أو مس هاسبل، كما يطلق عليها البعض، يجعلك تهمس لنفسك «لا أوقعني الله بين يدي هاسبل» ليضاف ضمن الأمثلة الجديدة التي ستناسب المرحلة.
تعد هاسبل التي انخرطت مع الاستخبارات منذ الثمانينات الميلادية وبدأت عملها جاسوسة أمريكية تجيد اللغة الروسية، من أقسى من مروا على هذه المنظومة، ولا سيما مع الإرهابيين الذين جرى التحقيق معهم في سجون سرية في تايلند، تتبع لوحدة الاستجواب السري لهذه الوكالة، وكانوا من عناصر من القاعدة المتورطين في هجمات 11 سبتمبر. تلك المهمة تمثل نقطة سوداء في حياتها المهنية، إلى حد أنها طلبت في عهد الرئيس أوباما إتلاف الأشرطة التسجيلية التي تحتوي على التحقيقات مع المتهمين، ونالت ما طلبت.
مس هاسبل .. اسم يثير اشمئزاز المدافعين عن حقوق الإنسان، فهي متهمة بتعريض سمعة أمريكا للتشويه وذلك بسبب تعذيب المشتبه بهم في الهجمات الإرهابية، حتى وإن حدث هذا التعذيب في سجون في تايلند!
وكالة الاستخبارات المركزية تمثل رعباً بالنسبة للكثيرين بهاسبل أو بدونها، لكن مع مس هاسبل ربما ستكون هناك تكتيكات جديدة لمكافحة الإرهاب!
[email protected]