2018-05-05
المبدع فرد لا يختلف عن الآخرين من حيث الطبيعة النوعية، لكنه يمتلك بعض الخصائص والقدرات الدالة على الابتكار والتحديث.
فهذه الفئة من الناس تمتاز بالقدرة على توليد أعداد كبيرة من الأفكار الجديدة في مجال وزمن محدّد، وتمثّل القدرة على تدفّق وانسياب الأفكار، وكلما زادت هذه القدرة زادت معها القدرة الإبداعية.
كما يمتاز المبدعون بالمرونة في التفكير، حيث تكون لديهم القدرة الواضحة على الانتقال من فكرة إلى أخرى، أو من مجال إلى آخر بلياقة عالية. وتغيير الحالة الذهنية أو العقلية ليست عملية سهلة يستطيع كل فرد أن يقوم بها بدرجة الكفاءة نفسها، أو الجودة، ولكنها مهارة مطلوبة كي تتناسب مع طبيعة تصاعد الموقف، أو المشكلة التي نفكّر بشأنها. والمقصود بالمرونة هو الهروب من زنزانة الأفكار الجامدة التي نحبس أنفسنا فيها، والبعد عن التجمّد والإصرار والعناد، والتمسّك ببعض الأشياء التافهة والتي نطلق عليها مبادئ، وما هي إلا مجرد وسائل يمكن تغييرها لتحقّق الهدف.
كما يمتلك هؤلاء القدرة على الرؤية العميقة للأشياء. فهم يرون أشياء كثيرة في الموقف الواحد لا يراها الآخرون حولهم، فهم لا يقلّدون الآخرين، أو يسرقون أفكارهم، ولكنهم يستفيدون منها، حيث تكون لديهم قدراتهم الشخصية على إنتاج الحلول الجديدة المناسبة.
ويمتا هؤلاء أيضاً باستنتاج العلاقات بين الأشياء، وقد يحتاج بعض المبدعين إلى إيجاد نوع من العلاقات بين عوامل منفصلة لم تكن بينها علاقة من قبل، وهذا النوع من الإبداع هو الأكثر إثارة وجاذبية وفائدة للمجتمع والآخرين. وتتفاوت قدرة الناس على إيجاد العلاقات الارتباطية بين العوامل، أو العناصر المعروفة والتي تعمل بشكل معين، أو بين العوامل والعناصر المتباعدة والتي لم تعمل من قبل.