2018-05-01
تخيّل أن يبتر أحدهم إصبع زميله في العمل متعمداً، بدمٍ بارد وعقل مارد وبقلبٍ مات متجمداً، ثم بوقاحةٍ جريئة، يُزيّف نظرةً بريئة، ويهرع لمعالجته بحجة إصابته بالخطأ طبعاً، أو بأنه ليس مَن بتر إصبعه أساساً، وإنما باعتباره المنقذ المُسعِف، خلف قناع أسلوبه المُقرف، فيصمت المبتور خشيةً على مصدر رزقه، أو أملاً بأن ينمو له إصبع آخر لكسب عرقه! ومع مرور الزمن، يستمر دفع الثمن، مع استمرار زحف البتر نحو الأصابع الأخرى، مرةً تلو الأخرى، بعد ضمان الاستعداد بِعُدَّة الإسعافات الأولية، وبقية الأدوات اللازمة لإتقان التمثيلية، وذلك على فتراتٍ متزامنة غير متتالية، لضمان جودة الضربات المتوالية.
السيناريو الأول: الصمت والسكوت إلى أن يمرض الموظف أو يموت.
الثاني: التحوّل إلى غولٍ أكبر وأشرس وأرذل، يلتهم جميع الغيلان فيصبح الأنذل!
الثالث: المقاومة والانتفاضة لنيل الحق، هذا إن كان المسؤول عادلاً بحق!
الرابع: التملّص الوظيفي وتدني مستوى الأداء، أو نشر الفتن وتبرير التداوي بالداء.
الخامس: دعاء الرزّاق برفع البلاء، والصبر على الرزق والتمسك بالولاء.
في قضية «خذ وهات»، ستجد العديد من السيناريوهات، بين آهات وتفاهات ومتاهات واشتباهات ومواجهات وتشابهات وتوجهات وقصف جبهات بشتى الاتجاهات، لذا اكتب سيناريو حياتك بنفسك، دون أن تخسر نفسك.