2018-10-20
أكد رئيس تحرير صحيفة «الرؤية»، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، محمد الحمادي أن أزمة قطر حدثت بعد الوصول إلى «نقطة اللاعودة» في ضوء السياسات التخريبية من جانب دولة قطر ضد دول الخليج، وعقب وعود كثيرة قطعتها الدوحة ولم تف بها. وحضّ على «العمل بجدية على تحصين المجتمع من الداخل»، وعدم المراهنة على الغرب.
وأوضح الحمادي، في محاضرة استضافها مجلس سالم بن لوتيه العامري بمنطقة زاخر في العين بعنوان: «لماذا أزمة قطر لا تزال مستمرة»، أن الإمارات والسعودية تسعيان إلى تحقيق أمن واستقرار المنطقة إلا أن الدوحة تأبى ذلك بدليل «استمرار السياسات العدائية ضد دول الخليج والتي تنذر بطول استمرار الأزمة».
وأضاف أن ما حدث خلال الأشهر الـ17 الماضية من تعنت وتحريض قطري يثبت أن اتخاذ «قرار المقاطعة كان سليماً وفي حينه».
واستعرض رئيس جمعية الصحفيين، خلال المحاضرة التي حضرها عدد من الوجهاء ورؤساء القبائل وجمع من المواطنين، الأبعاد السياسية والاقتصادية لملف أزمة قطر ودوافع اتخاذ قرار المقاطعة وما صاحبها من مقاربات إعلامية، مبيناً أن البداية كانت في 1996 عقب الانقلاب وبدء مسلسل الإساءة للدول الخليجية.
وأوضح الحمادي: «تبين وجود أجندة سلبية هدفها الإساءة إلى مصر والسعودية والإمارات والبحرين وبعثرة الأوراق في المنطقة».
وشدّد على أن أحداً لم يكن يتوقع وقتها أن ثمة دولة خليجية تعمل ضد شقيقاتها بهذا الشكل لزعزعة أمنها، لافتاً إلى أن «دول المنطقة واجهت قطر بممارساتها من دون جدوى، حتى كانت اللحظة الفاصلة عند افتضاح مؤامرة محاولة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود».
وأشار إلى أن «القيم الخليجية كانت تفرض محاولة التوصل لحل الأزمة داخلياً، وهو ما لم يحظ بالتوفيق، وباءت جميع المحاولات بالفشل حتى بات حتمياً وضع النقاط على الحروف بعد أن أصبح جل جهد قطر ومنبرها التحريضي المتمثل في قناة الجزيرة وشيخ الفتنة القرضاوي مسخّراً لإنجاح هذه الفوضى التي لم تكن في صالح المنطقة على الإطلاق»، مدللاً على ذلك بالدمار والتخريب الذي أصاب الدول التي وصلها ما يسمى بالربيع العربي.
وأكد الحمادي أن قيادة الإمارات الرشيدة كانت على وعي بمخاطر هذه الفوضى، ومن ثم بدأ جهدها في إنقاذ دول الخليج، إذ نجحت في إيقاف تأثيرات الربيع العربي في مصر والتمدد الإخواني، فضلاً عن دورها في إنقاذ نظام الحكم في البحرين من المؤامرة الإيرانية والمشاركة في القوة الخليجية التي تحرّكت لحماية مملكة البحرين، وهو ما يفسر الهجمة الشعواء التي تواجهها الإمارات سواء من ناحية قطر أو من جانب تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي.
* قرار تاريخي
أشار الحمادي إلى المحاولات المتوالية من دول المنطقة لتوقيع اتفاقيات مع قطر على أمل التزامها بها والعودة إلى الحضن الخليجي والتي «باءت بالفشل، حيث تأكد أن الدوحة لا تنوي التراجع عن سياساتها العدائية، فكان القرار التاريخي بالمقاطعة والذي جاء في الوقت المناسب، ولولاه لوقعت في المنطقة تطورات أكبر وأخطر بدليل ما شهدته عدة دول عربية بعد القرار من تراجع للإرهاب وسيادة نوع من الهدوء».
كما شدّد المحاضر على عدم الرهان على الغرب «بعدما اتضح بشكل جلي أن ثمة أطرافاً إقليمية ودولية لا تريد لها الانفراج لأنها مربحة لها».
ولفت رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية إلى أن قناة الجزيرة بعد أكثر من عام من الأزمة القطرية فقدت مصداقيتها لدى المشاهد العربي إلا أن المشكلة تتمثل في أنها تتوجه للغرب بقناة باللغة الإنجليزية لا تحمل المحتوى التحريضي المثير للفتنة الذي يبثه الإصدار العربي من القناة، ما يجعل إقناع الغرب بممارسات الجزيرة صعباً.
وهنا أكد أن هذا يفرض على الإعلام العربي المعتدل «تغيير استراتيجيته وأدواته في خطابه للعالم، والبدء بإصدار الفعل لا رد الفعل».
وقال الحمادي: «باختصار، هذه الأزمة تعتبر أخلاقية، أزمة مبادئ، وأزمة أمن لابد من الحفاظ عليه ومواجهة العبث فيه».
* أخطار .. مواجهة
فيما يتعلق بالمشهد الإقليمي، أوضح الحمادي أن ثمة قوى في المنطقة تسعى لزعزعة استقرار دول الخليج، وأهمها إيران وتركيا وإسرائيل، مشيراً إلى تصدير الثورة الإيرانية، وسعي تركيا وراء الحلم العثماني في خلافة المسلمين وحكم المنطقة، خلافاً لإسرائيل التي باتت تشهد حالياً أجمل عصورها فاقتصادها في تصاعد والإنفاق على تسلّحها في تراجع.
وشدد الحمادي على ضرورة إدراك الشعب الإماراتي لحقيقة هذه الأخطار. وحضّ على تكاتف الشعب الإماراتي و«اصطفافه وراء قيادته الرشيدة التي تستشرف المستقبل وتعمل على استقرار المنطقة، في مواجهة محاولات العدو الدائمة لاختراق الداخل»، وأشار إلى أن ما حققته الإمارات في أقل من خمسة عقود جعلها مستهدفة ومن أقرب الجيران.