2018-07-16
نادراً ما أدهشت تكتيكات المدرب السابق لفريق نابولي الإيطالي أحداً، ومع ذلك نجح، في الأغلب، في إزاحة خصومه عن طريقه.
السؤال الذي يطرح نفسه .. هل يكرر المصرفي السابق ماوريسيو ساري نفسه، بعد أن تولى تدريب فريق تشيلسي اللندني؟
هناك تقليد في الفاتيكان بإطلاق الدخان الأبيض إيذاناً باختيار البابا الجديد، وتعرف العملية باللغة الإيطالية بـ (لا فوماتا بيانكا). انطلاقاً من ذلك المفهوم، وبما أن ساري وسلفه كونتي كلاهما إيطاليان، يؤكد النقاد أنه بإمكان تشيلسي أن يري الدخان الأبيض من فوهة مدخنة ستامفورد بريدج.
لم يفوت المتفكهون السانحة، فأعلنوا أن الدخان الأبيض ربما يكون صادراً من لفافة ساري، المعروف بأنه مدخن شره.
ولإيضاح مدى شراسة مدرب تشيلسي الجديد، يقول اللاعب دريس ميرتنز إنه يستهلك يومياً خمس علب كاملة من السجائر.
ومعروف عن ساري كذلك أنه يدمن تناول القهوة، وأنه كان يطلب من عامل البوفيه في نادي نابولي تزويده بكؤوس القهوة باستمرار، حتى خلال الحصص التدريبية للفريق.
ومن خصائص ساري أيضاَ أنه شديد التشاؤم، وبسبب تلك العادة يقوم بتغيير حتى ملعب التدريب يومياً.
علاوة على ذلك، يؤمن ساري بالتراتبية في كل شيء، ونادراً ما فاجأ نابولي المشاهدين بأي تغيير في تكتيكاته داخل الملعب،
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، لم يغير ساري طريقة 4 -3 - 3 التي ظل يطبقها أسبوعياً.
المعجب ساكي
يهلل أريغو ساكي، الذي حول فريق ميلان إلى أحد أعظم الفرق الأوروبية خلال نهايات حقبة الثمانينات من القرن الماضي، إعجاباً بساري ويصفه بسيد المدربين، وفريقه بأنه هبة الله إلى كرة القدم، ويتبع كلاهما فلسفة واحدة تتلخص في تكوين فريق محكم الأطراف، يعتمد على السيطرة الكاملة على الكرة.
كما أنهما يتشابهان في كونهما لم يمارسا كرة القدم على المستوى الاحترافي.
تناقض
يبدو التناقض واضحاً بين البيئة التي نشأ فيها ساري والمدرب السابق كونتي، فكونتي حائز على الكأس الأوروبية والدوري الإيطالي خمس مرات مع فريق يوفنتوس بصفته لاعباً، ثم قاد الفريق للفوز بثلاثة ألقاب محلية مدرباً، أما ساري فجاء إلى فريق غرب لندن ولم يحقق الفوز بكأس أو بطولة.
كل ما فعله في نابولي أنه صنع فريقاً ينافس على لقب الدوري بميزانية لا تتجاوز نصف ميزانية فريق يوفنتوس، والفريق الذي تولى تدريبه حل خامساً في عهد من سبقه المدرب رفائيل بنيتيز موسم 2014 - 2015، أما في عهد ساري فحل وصيفاً للبطل، ثم ثالثاً قبل أن يصبح أول فريق يفشل في الفوز ببطولة الدوري الإيطالي على الرغم من أنه كسر حاجز الـ 90 نقطة.
نجح ساري في تحقيق ذلك على الرغم من أنه خسر خدمات كبير هدافي الدوري، غونزالو هيغواين، الذي انتقل إلى يوفنتوس صيف 2016، ثم تعرض إلى كارثة أخرى عندما تعرض بديل هيغواين، البولندي ميليك، لتمزق بعد أسابيع من بداية الموسم الجديد،
ولتعويض النقص، كلف ساري لاعبه دريس ميرتنز كمتوسط هجوم، وأنهى نابولي الموسم وفي حصيلته 94 هدفاً.
سر التوازن
على الرغم من أن ساري اشتهر بعقليته الميالة للهجوم، فإن الإنجاز الأكبر الذي حققه نابولي ربما حدث في الجزء المعاكس من الملعب، إذ تلقى مرمى نابولي 54 هدفاً في الدوري خلال الموسم الذي أشرف عليه بنيتيز، وعندما تولى ساري المهمة، هبط الرقم إلى 32، 39، ثم 29.
يعلق ساري على ذلك الإنجاز «التوازن هو السر بالنسبة لأي فريق. لا يمكن اللعب بتشكيلين دفاعي وهجومي في مباراة واحدة، هنا يحدث التشتيت، ولذلك التوازن مهم. المقدرات الهجومية للفريق نتاج عمل المدرب ونوعية اللاعبين».
المصرفي المحنك
منذ أن بلغ سن الـ 20 حتى وصل إلى الـ 40، عمل ساري مصرفياً مع بنك مونتي دي باشي دي سيينا، متخصصاً في الأعمال المصرفية الداخلية، أما التدريب فكانت هواية يمارسها في أوقات فراغه، لشدة حبه للكرة.
وما زال ساري يعاني ولا يعتبر كرة القدم المهنة التي يمتهنها معلقاً «عندما أذهب لقيادة التمارين لا أخبر عائلتي أبداً بأنني ذاهب إلى العمل، أنا قادم من عائلة عمالية، وعندما أسمع من أحدهم عن التضحية في كرة القدم يجن جنوني، لا يمكن تجاهل الفروقات».