2018-07-07
باتت متابعة كرة القدم لا تقتصر على الجمهور الرياضي فقط، بل امتدت لتشمل الطبقة السياسية بألوان طيفها المتعددة، فكثيراً ما يحرص رؤساء دول على مساندة لاعبي فرقهم من أرض الملاعب لشحذ همهم وتقديم الدعم المعنوي، لهم باعتبارهم سفراء يمثلون بلدانهم ويقاتلون من أجلها، ويعملون لرفع علمها عالياً بين الأمم.
وينعكس دعم الرؤساء بشكل إيجابي على أداء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وتسعدهم رؤية قيادتهم تتابعهم بشغف وتتمنى لهم التوفيق والنجاح في المهمة الوطنية التي يؤدونها.
وعلى مر الحقب ظل العرس العالمي لكرة القدم يستقطب الرؤساء للحضور لمشاهدة مباريات في نسخه الماضية، ومونديال روسيا الجاري جاء امتداداً لذلك العرف، حيث حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباراة الافتتاح التي جمعت بلاده بالسعودية، والتي انتهت بتفوقها بخماسية نظيفة، وكذلك حضرت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش إلى روسيا لدعم منتخب بلادها في مباراته مع نظيره الدنماركي في الدور الـ 16، والتي خلصت لمصلحة بلادها، ولم تفوت كيتاروفيتش المناسبة السعيدة ونزلت لتهنئة اللاعبين في غرف الملابس، مثنية على النجاح الذي حققوه ومشيدة بأدائهم الرائع والتمثيل المشرف لكرواتيا.
دعم سويدي
بدوره، حرص رئيس وزراء السويد ستيفان لوفن على تشجيع منتخب بلاده بحرارة في مباراته أمام نظيره السويسري في الدور نفسه، وعلى الرغم من ازدحام أجندته، إلا أنه استقطع وقتاً خاصاً لمتابعة المباراة مع عدد من المقربين من أفراد الأسرة والأصدقاء عبر شاشة التلفاز، وبدا على لوفن الانفعال والتوتر وهو يتابع مجريات المباراة التي انتهت لمصلحة السويد بهدف نظيف.
وفي السياق ذاته، يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إلى سانت بطرسبورغ لتشجيع منتخب بلاده في مباراة نصف النهائي أمام بلجيكا، ضمن تصفيات كأس العالم في كرة القدم لعام 2018، لكن من دون أي لقاء دبلوماسي، بحسب ما أكدت الرئاسة.
وكان ماكرون أعلن خلال زيارة إلى سانت بطرسبورغ في 25 مايو الماضي، أنه سيعود إلى روسيا في حال تأهلت فرنسا إلى ما بعد دور ربع النهائي، وهو ما تحقق بفوز المنتخب على أوروغواي 2 – 0 أمس الجمعة.
وكتب ماكرون في تغريدة بعد المباراة «أحسنتم وأراكم الثلاثاء!».
ظاهرة إيجابية
وصف المحلل الرياضي عبد المجيد النمر حضور رؤساء الدول لمباريات كأس العالم بالظاهرة الإيجابية، وتمنى أن يحذو بقية الرؤساء حذو رصفائهم الذين حضروا في المونديال الروسي، مشيراً إلى أن وجود قادة الدول في الملاعب يفجر طاقات اللاعبين، ويمنحهم طاقات إيجابية كبيرة ويكون دافعاً قوياً لهم للقتال أكثر والخروج بنتيجة مشرفة لأوطانهم، وتسعد رؤسائهم، خصوصاً وأن شعبية كرة القدم والاهتمام الذي تجده من جميع شرائح المجتمع، تجعل الإنجاز الذي يحققه منتخب أي بلد محط أنظار العالم أجمع، لا سيما حدث مثل المونديال، فجميع شعوب العالم تتعرف على اسم الدولة التي نالت اللقب، ويؤرخ لها في ذاكرة الشعوب وتنال شهرة كبيرة لا يوفرها أي مجال آخر.
وأضاف، هناك دول مغمورة على مستوى المعمورة لا يعرف أحد عنها شيئاً، ولكن بظهورها القوي في المونديال عرفها العالم بأسره، وعندما يأتي رؤساؤها لحضور مبارياتها أيضاً يتعرف عليهم الجميع، ويصبحون مشهورين بتناقل وسائل الإعلام لحضورهم وسط الجماهير، وخاصة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي حالياً والإعلام الحديث الذي يحقق لهم شهرة واسعة.
وأردف النمر، الفرق المتأهلة لنصف النهائي أمام فرصة تاريخية لتحقيق اللقب العالمي عطفاً على خروج الكبار، وهذا يعد محفزاً لمجئ رؤسائهم لتقديم الدعم والاحتفاء معهم بالظفر باللقب، تحديداً المنتخب الفرنسي الذي باتت حظوظه كبيرة للفوز، وإعلان الرئيس الفرنسي ماكرون حضور مباراة فرنسا وبلجيكا سيكون له مفعول سحري في نفوس اللاعبين في المباراة أملاً للوصول للنهائي وتكرار إنجاز 1998.