السبت - 21 سبتمبر 2024
السبت - 21 سبتمبر 2024

ضمير موظف

أيام زمان كان سجل الحضور والانصراف عبارة عن دفتر كبير جداً وبجلد أسود خارجي، مكتوبة فيه الأسماء حسب التسلسل الأبجدي، يأتي الموظف صباحاً ليوقع أمام اسمه، ليثبت حضوره إلى العمل، حتى يضمن مرتبه نهاية الشهر. تطورت الأساليب هذه الأيام لتصبح بصمة على باب المؤسسة، والمبدأ نفسه إثبات حضور الموظف إلى موقع العمل، ليكون ذلك دليلاً إلكترونياً هذه المرة ليتسنى للموظف الهمام الحصول على راتبه، لكن لم يكن التوقيع يوماً ولا البصمة الإلكترونية دليلاً على قيام الموظف بعمله بأمانة، والقيام بواجباته المنوطة به بالطريقة التي تضمن حق جهة العمل، فالتوقيع والبصمة يسارع إليها أغلب الموظفين بكل أمانة لأنها الدليل للحصول على الراتب كاملاً، لكن الأمانة الأهم هي العمل الذي يقوم به الموظف في ساعات العمل الثماني أو التسع، وهل هو أمين على هذا الوقت كما هو الحال مع بصمة الحضور؟ هذه المسألة ببساطة تتعلق بأمانة الموظف وضميره، فإن كان صاحب ضمير ويرى الله في عمله فلن يحتاج إلى بصمة لتثبت حضوره، فهو حاضر دون بصمة ويقوم بعمله على أكمل وجه، بل قد لا يحتاج إلى إكمال ساعات عمله المخصصة لأنه ببساطة ينجز عمله أسرع، وهو الأمر الذي يوجب على المؤسسة أيضاً احترام هذا الأمر وعدم فرض البقاء لحين انتهاء ساعات العمل. تحية للجهات الحكومية في دبي التي بدأت تطبق نظام الحضور والانصراف بحرية إلى العمل دون بصمة بل فقط الضمير الذي يثبته أداء الموظف وإنتاجيته. والحقيقة أن هذا القرار له جوانب إيجابية كثيرة، فهو يمنح الثقة للموظف ويجعله متحرراً من البصمة وعدم الثقة ويضعه أمام الله في حضوره وانصرافه.