السبت - 21 سبتمبر 2024
السبت - 21 سبتمبر 2024

الصيام والحر

نحن نعيش في نعمة، نعمة بأننا موجودون في بلد آمن، ونعمة الأمن هي إحدى النعمتين الخفيتين، ونعم هذا البلد كثيرة لا تحصى بمقال صغير، لكن وبما أننا في شهر الصيام، فتجب الإشارة إلى نعمة الخدمات المتوافرة في الإمارات، ومدى التطور الذي يعيشه هذا البلد، وهو أمر نحسد عليه، فالكهرباء متوافرة والحمد لله، ولا يوجد مكان في الدولة إن كان سوقاً أو سيارة أو وسيلة نقل عام، إلا وهي مكيفة مريحة، تجعلنا بعيدين تماماً عن الإحساس بالحر الشديد الموجود في الخارج، وهي نعمة سهلت علينا الصيام كثيراً، وهذا واقع لا نستطيع تجاهله. نتذكر أيضاً أهلاً لنا في العراق وسوريا وغيرها من البلدان العربية التي تعاني النزاعات، وهم يجلسون في العراء، فلا سقف يحميهم ويقيهم حرارة الشمس، ولا ماء يرويهم ساعة الإفطار، ولا طعام يسد رمقهم وجوعهم، ومع ذلك هم صائمون، مصرون على الصيام، ولهم أجر المشقة، وأجر الصبر على هذا الحال الذي أصبح لا يسر عدواً ولا صديقاً. هناك معاناة حقيقية يعيشها النازحون في كل مكان من وطننا العربي الكبير، وهي معاناة تستحق أن نركز عليها خصوصاً في هذا الشهر الكريم الذي تكثر فيه الطاعات والخيرات، ويكثر فيه الكرم والتصدق لوجه الله تعالى، وربما لا يوجد من يستحق الكرم والصدقة وتحقيق مرضاة الله أكثر من مساعدة هؤلاء الذين افترشوا الأرض الجرداء سريراً لهم والسماء سقفاً، ومع ذلك هم صائمون مصرون بإصرار غريب وعجيب! تحية لكل النازحين واللاجئين، تحية لكل الصابرين، وتحية لكل المحسنين في هذا الشهر الفضيل.