2015-01-28
منذ فترة .. وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، استوقفني سؤال يقول: ما معنى حب الوطن؟ ولعل الإجابة على هذا السؤال تتنوع تبعاً لمقياس التعبير واختصار جملة بسيط تعكس مدى الحب لهذه الأرض .. الأم التي تحتوينا في المكان والزمان.
نعم ما معنى حب الوطن؟ سؤال قد أكون كتبت فيه الكثير، فأنا أعشق الوطنية والكتابة فيها، وكثير من مقالاتي السابقة حملت من الوطن عنواناً، فقد قلت تكراراً ومراراً: في حبك يا وطني تعلمت أن أتنفس بكل أشكال الحب، وفي قربك سعدت فأمنت فنمت.
حب الوطن، هو ذلك الولاء الصادق والانتماء الخالص، هو الإحساس بروح الاتحاد قبل تاريخ الميلاد واليوم الوطني الثاني من ديسمبر، هو أن تكون وفياً إلى درجة التضحية بالغالي والنفيس، فأنت فيه مواطن من وطن، هذا الذي يدعو ليلاً ونهاراً لدرء الشر والفتن، هذا الذي يعمل من أجل العلو والتطور والتميز ورفع العلم.
حب الوطن حسب آراء المتخصصين، هو غريزة في الإنسان تخالط دمه وينبض بها وجدانه، وذكريات تجول في مخيلته، «سبحان الله» .. هو احتواء كجنين لأم، نعم، إنه الحب الفطري، ذلك الذي لا يمكن أن تغيره الظروف ولا تبدله أحداث الحياة.
حب الوطن من الإيمان، عبارة نرددها منذ أن كنا صغاراً، وهي حقيقة تؤكد أن هذا النوع من الحب هو حب شرعي ديني، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في حق وطنه مكة المكرمة بعدما هاجر منها إلى المدينة المنورة: «والله إنك أحب البلاد إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت» .. نعم جميل هذا الانتماء والعشق لأرض أصبحت وطناً، ولوطن كان عوضاً في فراق الصحبة والأهل.
ولأن حب الوطن من الوطنية والانتماء، فلا توقيت لنقول أحبك يا وطن، فهو حب تختلف معانيه من الإحساس للمشاعر للقسم، هو حب نشهده في حضورنا، في حدودنا مع الأرض وحين يرفرف العلم، هو الأمانة التي تدفعنا للعمل بإخلاص، وهو العون حين نطلبه للنجدة والخلاص، هو الشمس التي نشرق بها بأمل أن المقبل هنا على هذه الأرض أجمل، هو العطاء الذي نزدان فيه ونتجمل، هو الفخر إذا كان الفخر سعادة قلب، بل هو السعادة التي جعلتنا اليوم «أسعد شعب»، فلا مجال لنقيس حب الوطن،.. لأنه هو أطهر الحب.
[email protected]