السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

أكثر من 5 ملايين طفل نحميهم ونُعدُّهم للغد

في عالمنا العربي تحديداً جملة من الظواهر الجديرة بالملاحظة، لعل من أهمها أنه يمكن وبسهولة أن تجد بين زواياه بؤساً وفقراً وتعثراً تنموياً وتدهوراً اقتصادياً، وتجد في مواقع أخرى حروباً وصراعات وطائفية وبغضاء، وفي أماكن تجد غربة وتطلعاً للهجرة نحو الغرب. يقابل كل هذه المشاهد المؤلمة تطور وحضارة وتقدم وتطور في مفاصل التنمية والاقتصاد والرفاه الاجتماعي في بقاع أخرى. دول الخليج بصفة عامة، وبلادنا بصفة خاصة، لها تجربة ثرية في معنى التنمية الإنسانية المتوازنة والنجاح في وضع الخطط التي تستهدف البناء الحضاري. التجربة الإماراتية التي باتت محل إشادة ومضرباً في الأمثال لدى معظم دول العالم وهيئاته ومنظماته المختلفة لم تنسَ العمل من أجل الإنسانية ورقيها وتطورها، لم ننسَ أن في كافة أرجاء العالم من يحتاج للعون والمساعدة. ولن أذهب بعيداً فقبل أيام أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن نتائج حملة الإمارات للتطعيم خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين (شهران فقط) التي تكللت بالنجاح في تطعيم خمسة ملايين وسبعة وثمانين ألفاً وخمسمئة طفل باكستاني ضد مرض شلل الأطفال. هذا العمل الرائد العظيم جاء ضمن مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم .. نعم في العالم بأسره. كوننا أسعد شعوب الأرض، فإننا ندرك أن هذه السعادة لن تكون مكتملة وهناك أطفال تهدد مستقبلهم الأمراض والإعاقة، لذا جاءت هذه المبادرة العظيمة في تحصين كل هذا العدد الكبير من الأطفال، لأن أطفال اليوم هم رجال الغد، ونعتقد أن خيرهم سيكون لوطنهم وأمتهم .. لم تتوقف جهود هذه الأرض المباركة هنا، بل امتدت إلى جميع أرجاء العالم، ومنها عالمنا العربي. وجميعنا ندرك ونعلم أن في عالمنا العربي مدناً سكنية كاملة تضم بين جنباتها آلافاً مؤلفة من الناس تم بناؤها من خير الإمارات، وفي عالمنا العربي مئات المدارس والمستشفيات أنشئت من خير هذه البلاد. ونحن نمر على كل منجزاتنا الحضارية والإنسانية، ندرك عظم المسؤولية، ونعلم أن المستقبل يحتاج إلى المزيد من العمل والتخطيط، والأجمل أن هناك اتفاقاً ضمنياً وتلاقياً قوياً واتحاداً في الرؤية والهدف بين القيادة وهذا الشعب، والتطلع دوماً هو إلى المزيد من العمل والمزيد من التطور، وأن نكون يداً واحدة دوماً وأبداً. [email protected]