الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024
الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024

عدد ذوي المهارات يفوق عدد الوظائف المتاحة لهم

قدمت حلقة من البودكاست الخاص بنا «راديو فريكونوميكس»، والتي تحمل عنوان «عدد ذوي المهارات يفوق عدد الوظائف المتاحة لهم»، تفسيراً مفاجئاً لسبب استمرار ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية نسبياً. فهي تتضمن حديثاً مع بول بودري، وهو خبير في الاقتصاد من جامعة كولومبيا البريطانية، وأحد واضعي- بالإضافة إلى بينجامين ساند من جامعة يورك، ودايفيد غرين من جامعة كولومبيا البريطانية أيضاً- دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام تحت عنوان «انقلاب كبير في الطلب على المهارات والمهام المعرفية». ووفق ما ورد في ملخص هذه الدراسة، لا بد من طرح السؤال الآتي: ما العوامل التي تفسر انخفاض معدل العمالة في الولايات المتحدة الأمريكية؟ وفيما دارت مناقشة واسعة النطاق حول هذا السؤال خلال السنوات الأخيرة، نعتقد أنه يمكن استخلاص المزيد من الأفكار من خلال التركيز على إحداث تغييرات في سوق العمل في مطلع هذا القرن. وإننا نرى بشكل خاص أنه منذ العام 2000 تقريباً، شهد الطلب على المهارات (أو الطلب على المهام المعرفية على وجه الخصوص، والتي غالباً ما تكون مرتبطة بالمهارات التعليمية العالية) تغيراً ملحوظاً. ومن جهتهم، سجل العديد من الباحثين ارتفاعاً قوياً ومستمراً في الطلب على المهارات خلال العقود التي سبقت عام 2000. وفي الدراسة المذكورة، قمنا بتسجيل انخفاض في هذا الطلب خلال السنوات التي تلت عام 2000، حتى مع ارتفاع عدد العاملين من حاملي شهادات التعليم العالي. وننتقل إلى إظهار أنه رداً على هذا الانقلاب في الطلب، تراجع مستوى العاملين ذوي المهارات العالية على السلم المهني، وما كان منهم إلا أن بدأوا بتأدية أعمال كان يقوم بها عادةً العمال الذين يتمتعون بمهارات محدودة. وبالمقابل، أدت عملية تخفيض المهارة هذه إلى اضطرار العمال ذوي المهارة العالية إلى دفع أولئك ذوي المهارة المحدودة إلى أسفل السلم المهني، وحتى إبعادهم إلى حد ما عن سوق العمل كله. إذاً، يبدو أنه فيما تبقى عائدات التعليم قوية، ثمة عدد كبير من العمال الذين تلقوا تعليماً عالياً في الولايات المتحدة الأمريكية مقارنةً بعدد الوظائف المتاحة. ولقد شاركنا في البودكاست الخاص بدراسة حديثة صادرة عن معهد السياسيات الاقتصادية أجراها كل من هال سالزمان، ودانيال كويهن، وبي ليندساي لويل، تحت عنوان «العمال الأجانب في سوق العمل الذي يتطلب مهارات عالية في الولايات المتحدة الأمريكية». ويرى المؤلفون أنه نسبةً إلى القلق المتزايد حول عجز أمريكا عن تعليم أو استقطاب عدد كاف من العمال في مجالات الـ «ستيم» (أي العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات)، لا يظهر فعلياً أي نقص في العمال في المجالات المذكورة، وأن نصف الخريجين من مجالات الـ «ستيم» فقط يحصلون على وظائف في مجالات اختصاصهم. وإننا نسلط الضوء أيضاً على مظهر إيجابي في عملية «تخفيض المهارة» ألا وهو أنه قد يندفع عدد أكبر من العمال الذين تلقوا تعليماً عالياً إلى مجالات كالتعليم. والجدير ذكره أنه منذ عقود، عندما كانت النساء تتمتعن بخيارات للعمل أقل من تلك المتاحة حالياً، اختارت أفضلهن وأذكاهن خوض مجال التعليم. أما خروجهن من صفوف التعليم، فقد أساء إلى هذا القطاع بشكل عام. وللمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، يمكنكم قراءة الدراسة التالية: «هل تتسم الفرص البديلة بأهمية معينة؟ دور أسواق العمل النسائية في انخفاض توفر المدرسين وتراجع جودة أدائهم، 1940-1990»، عن ماريجي ب. باكولود من جامعة كاليفورنيا، أيفرين، ودراسة أخرى هي: «لماذا لا تدخل أفضل المهارات مجال التعليم؟»، وهي مقالة افتتاحية نُشرت في صحيفة نيويورك تايمز عام 2000، قد أجرها هارولد أو. ليفاي، الذي كان حينها رئيس المدارس العامة في مدينة نيويورك.