2013-10-23
حدثتكم بالأمس عن برنامج التدريب الصيفي الذي تنظمه كلية آل مكتوم للتعليم العالي في مقرها بمدينة دندي الأسكتلندية. هذا البرنامج الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الخليج والذي يهدف بشكل أساسي إلى مد جسور التواصل الحضاري بين ثقافتين مختلفتين من حيث الهوية والتكوين، ولكنهما في الوقت نفسه تتشاركان القضايا والهموم المعاصرة نفسها، كالعولمة والتعايش مع ثقافات متنوعة وانعكاسات ذلك على بيئة العمل وإدارة المؤسسات.
ماذا تعلمنا من البرنامج؟
اشتمل برنامج التدريب على محاضرات ونقاشات وزيارات متنوعة تناولت في مجملها أهم التحديات والفرص التي تقدمها العولمة والتعددية الثقافية في عالم اليوم، وموقع الإسلام والمسلمين من جميع هذه المتغيرات، كما تطرق إلى مهارات القيادة والإدارة اللازمة في وقتنا الحالي. كان الهدف الأساسي من البرنامج هو المساعدة في توسيع مدارك الطالبات ومهاراتهن الفكرية لاستيعاب أهم القضايا المعاصرة، وكذلك إكسابهن المهارات التي تنمي شخصياتهن القيادية في عالم اليوم، وقد جمع البرنامج بين المحتوى النظري والجانب العملي والتفاعلي، ما أسهم في خلق أجواء تعليمية غنية بالمعلومات ضمن قالب ترفيهي ممتع.
عموماً، فإن قضايا العولمة والتعددية الثقافية ليست بجديدة علينا في مجتمع الإمارات، فانتماؤنا لدولة تضم أكثر من ٢٠٠ جنسية مختلفة ذات لغات وخلفيات ثقافية وإثنية متنوعة جعلنا على اطلاع مسبق على أهم هذه الفرص والتحديات التي تواجه عالم اليوم، وقد تعلمنا منذ وقت باكر كيف نقطف ثمار الانفتاح والعولمة ونستفيد من إيجابياتها في خدمة مشاريعنا التنموية الطموحة، كما أننا تشرّبنا مبادئ التسامح مع الثقافات الأخرى وقبلناها كجزء من النسيج الاجتماعي الذي يتشكل منه مجتمع الإمارات، ولكننا في الوقت نفسه نعمل على تطوير حلول لمواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية التي جاءت نتيجة طبيعية للعولمة.
لقد كانت المشاركة في برنامج التدريب الصيفي تجربة فريدة من نوعها، حيث حملت الكثير من الفوائد، سواء على مستوى الطالبات المشاركات أو على مستوى الأفراد والمؤسسات الذين تفاعلنا معهم في البلد المضيف، اكتسبنا مهارات ومعارف جديدة وصححنا بعض الأفكار التي كنا نحملها عن الآخر. وفي الوقت نفسه حرصنا على نقل صورتنا الحقيقية كما هي بعيداً عن الأفكار الملتبسة أو المغلوطة التي قد تتسرب عبر وسائل إعلام لا تراعي الدقة والحياد في بعض الأحيان.
شكر وعرفان:
أخيراً، فإننا نتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير المالية على رعايته الكريمة لبرنامج التعددية الثقافية الذي يأتي في صميم الدور الذي يقوم به سموه في التقريب بين الأديان والثقافات وإيجاد قنوات تواصل وحوار حضاري بينها، وكذلك دعمه المتواصل للمرأة الإماراتية وحرصه على تمكينها وتشجيعها على تبوؤ المناصب القيادية، كما نشكر عبدالرحمن المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة على اهتمامه ومتابعته الشخصية للبرنامج ومشاركته في حفل التخريج، ونشكر أيضاً الأستاذ ميرزا الصايغ الذي لم يدخر جهداً عبر متابعته اليومية لسير البرنامج التدريبي وسماع مقترحات الطالبات، كما لا ننسى أن نشكر أعضاء الطاقم الإداري في كلية آل مكتوم على حسن التنظيم وطيب التعامل الذي جعل من برنامج التدريب الصيفي تجربة تعليمية وترفيهية لا تُنسى أبداً.
[email protected]