السبت - 26 أكتوبر 2024
السبت - 26 أكتوبر 2024

الدراما تجدد نفسها (٢)

تطرقنا في مقال الأسبوع الماضي إلى الارتفاع الملحوظ في مستوى إنتاج الدراما العربية من ناحية التصوير والإنتاج والقصة وحتى الموسيقى، إضافة إلى قربها إلى واقع المشاهد ومشاكل أكثر. وأحد هذه المسلسلات التي تستحق المتابعة هو مسلسل «نيران صديقة» من بطولة منّة شلبي ورانيا يوسف ومجموعة كبيرة من الممثلين الشباب والكبار أيضاً. ما يميز هذا المسلسل هو طابعه الذي يتميز بالإثارة والغموض، وطريقة كتابة القصة وإخراجها. يقدم الفيلم قصة لستة أصدقاء يجمعهم موقف غامض في الماضي، لكن الأحداث تبدأ بالتطور بعد أكثر من عشرين عاماً، وتبدأ بغموض شديد لتأخذ المشاهد في رحلة استكشاف ما بين الماضي والحاضر، وتتكشف الأحداث مع حلقات المسلسل لمعرفة أسباب ما حصل وما سيحصل. المسلسلات من هذا النوع والتي قدمتها الدراما الأمريكية بكثرة، بحاجة إلى متابعة المشاهد لها منذ الحلقات الأولى، فهو عمل يحتاج إلى تركيز ومتابعة، وأراها كتجربة أولى عربياً تعتبر جيدة جداً وعلى مستوى عالٍ. ربما يشبه المسلسل فيلم «ويجا» من حيث الغرابة أو الغموض، إلا أنه تم تنفيذه بشكل أفضل من سابقه بكثير. يتحدث العمل باختصار شديد عن الفئات المنتفعة من الدين، والسلطة والمال، والانتهازية، وتغليف الخطأ بتوصيف الحق، إلا أنه يركز على علاقة الشخصيات ببعضها، وغموض بعضها الآخر، والأحداث التي أدّت إلى النتائج، التي بدأت بها الحلقة من الأصل. وبرغم أن المسلسل يتطرق إلى أمور مهمة ساهمت في تغيير الخريطة العربية وأدت إلى قيام الثورات العربية، إلا أن ذلك أصبح «موضة» تقدمها أغلب الأعمال الدرامية والسينمائية الآن. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الهدف وما الرسالة حتى الآن بين كل هذا العنف، والغموض ومشاهد الجريمة. وبالطبع لا يمكننا أن نحكم نهائياً على المسلسل طالما أن حلقاته مرتبطة بنهاية الشهر الفضيل، إلا أنه يمكننا أن نحكم مؤقتاً على المكتوب من عنوانه، والمسلسل جيد ومثير وبإمكانه الاستحواذ على انتباه المشاهد، ونحن بانتظار الحكمة، أو الرسالة التي يقدمها، مثل مسلسلات كثيرة تقدم هذا الخط في هذه الفترة من عمر الدراما.