الكوميديا x ٢

أنا من الأشخاص الذين يستمتعون أشد الاستمتاع بمشاهدة الممثلة الأمريكية خفيفة الظل ساندرا بولوك. فهي تملك خفة ظل نادرة ومصحوبة بجمال قريب للقلب، كما أنها ممثلة مثقفة ومقنعة بلا أي مبالغة أو تصنع في أدوارها الجادة والكوميدية، وحتى أدوار الحركة (الأكشن). في فيلمها الأخير الذي يعرض في سينمات الإمارات حالياً The Heat تقوم ساندرا بدور محققة صعبة المراس في مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، ولتحصل على ترقية طال انتظارها فإنها تضطر للسفر إلى ولاية أخرى لحل قضية مهمة، وخلال وجودها ومحاولة حل القضية تلتقي بشرطية مستهترة تختلف عنها تماماً في كل شيء. وتضطران للعمل سوياً رغم الظروف المعاكسة وإلى انتزاع ثقة رئيسها في العمل بعد أكثر من فشل في القضية، مع أن أياً منهما لم تكن معتادة على العمل مع شريك. الرحلة مضحكة جداً وممتعة إلى حد بعيد، مع أنها في نظري ليست جديدة لا على ساندرا بولوك ولا على ميليسا مكارثني، فقد قامت ساندرا بتمثيل دور شبيه في الجزء الثاني من فيلمها Miss Congeniality للشرطية التي تعاكسها كل الظروف وتنتهي بالحصول على صديقة وفية، لكنها بالتأكيد أفضل حالاً من ميليسا مكارثني، فهي لم تنوّع في أدوارها منذ فيلم Identity Thief ومن قبله Bridesmaids حيث مازالت تقدم الشخصية المهملة وغريبة الأطوار رغم موهبتها الكبيرة. ولا أدري إن استمرت مكارثني بهذا النوع من الأدوار فإلى أين ستمضي، لكنني أقدر لها أن دورها في هذا الفيلم خارج عن دائرة التهريج قليلاً مقارنة بالأدوار السابقة. تناغم أداء البطلتين لا يشعرك بغرابة أثناء المشاهدة، بل تحس كأنك تتابع صديقتين قديمتين وجديرتين بتقديم الكوميديا. كما أنك لن تشعر بالوقت مع هذا الفيلم، ورغم قصته المتوقعة، فإنه يقدم كوميديا جميلة وإنتاجاً هوليوودياً قياسياً يظل جيداً بكل الأحوال، ومواقف مضحكة لبطلتي الفيلم. الفيلم رحلة ترفيهية ممتعة وكوميديا مسلية، فاجأتي فعلاً وسط خوفي من أن تقع ساندرا في فخ التهريج، لكن ربما برأيي هي من أخرجت ميليسا منه. وهناك إشاعات عن جزء ثان للفيلم. [email protected]