2013-04-26
الإنسان ذلك الكائن الدقيق التكوين، المتعدد المواهب، المعقد الوظائف، المتناقض الأفكار، المستشرف المستقبل بغية الوصول إلى أعلى مصافات إنسانيته، فيما يقبع في أعلى ثيرمومتريته ذلك القلق المحرك.
القلق حالة نفسية تتصف بالتوجس وكثرة التوقعات منبعه الخوف من المستقبل، فعلى الرغم من يمكن أن نعتبره من أهم الصفات التي تميز بها الإنسان دون غيره من الكائنات وقد ارتبط بالعقل المدرك لحقائق الأشياء ومآلاتها استطاع الإنسان التغلب على أغلب مشاكله من «مأمن ومأكل ومشرب وملبس» بيد أن أخطر القضايا التي أقلقت البشرية عبر تاريخها الطويل هي «قضايا الطبيعة من زلازل وبراكين وأمراض، ثم قضايا القيم الأخلاقية «الخير والشر» وقد كان القلق ومازال الأب الشرعي لأساطيره، علومه، فلسفاته وأديانه الوضعية لتعبر عن ذلك القلق وتقدم الحلول التي تميزت بالبساطة والعقلانية إلى أن جاءت الأديان السماوية فقدمت الحلول المرضية لمعتقديها لأنها ركزت على قضية الإيمان بالله تعالى، ولنا في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عبرة، فقد كان أجنة الاعتراض عنه لأنه قلق البحث عن الحقيقة اليقينية.
فقلق البحث عن الحقيقة في عالمنا المعاصر يمكن أن يوجد عند الحكماء والأدباء والعلماء الفلاسفة المفكرين» من يعملوا على إيجاد الحلول للمشاكل الحياتية المتجددة، فالقلق عندهم صمام أمان يحفزهم على إدراك الخطر له قد يدل على تغيرات عضوية «داخلية أو اجتماعية» جارجية، تساعد الإنسان على التعامل مع الخطر. وإذا حللنا نظريات الإبداع الفني تجد أنها تعتمد على القلق كمحفز لها «الإلهامية النفسية، والعقلية» وكذلك المدارس والمذاهب والفنية، إضافة إلى عملية العصف الذهني أو القدح الذهني ماهي إلا عملية إبداعية جمالية جماعية فقد أوجدها أوزيورن عام 1939 عندما أقلقه وأحبطه عدم قدرة الموظفين على إيجاد أفكار خلاقة للحملات الإعلامية لتعبر عن تجمع أفكار عفوية يساهم بها الأفراد لحل المشاكل «بناءً الفرق، الإعلانات التجارية، إدارة المشاريع، والتخطيط» وذلك من خلال كتابه «التخيل التطبيقي».
ولكن عندما ترتفع حدته قد يؤدي دوراً سلباً على التأثير في قدرة الإنسان للقيام بوظائفه اليومية بصورة طبيعية وبالكفاءة المعتادة، فإن هذا يتحول إلى مرض يبدأ بالجانب النفسي وينهي بالجانب الاجتماعي يطلق عليه «القلق الاجتماعي أو الرهاب» وترجع أسبابه إلى التربية الخاطئة المتمثلة في الحماية الذائدة أو القسوة، فالقسوة تفقد الطفل فطرته التي فطره الله عليها من الفصول وحب الاستطلاع، ما يجعله يميل إلى الخوف وتفادي النقد، أما الحماية الذائدة والحنان المفرط فيحرمان الطفل من طفولته ومن فرصة تأكيد الذات مع أقرانه بالاحتجاج اللفظي والعملي وخطوة هذا المرض في أن صاحبه يتميز بصفات سلبية «الاضطراب الانزعاج عدم الاستقرار الكآبة التعرض لسلسة من المشاكل والخسائر الاجتماعية والمهنية والصحية» أما مآلات هذا المرض فقد يؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي ونحل الجسد وقد يؤدي إلى الكخول والمخدرات أو الانتحار أو الشعور بقرب الإصابة بالجنون يمكن علاجه عن طريق العلاج السلوكي، إعادة الثقة في النفس والتفاعلات السلوكية الجماعية نحو ممارسة الرياصة الاستماع للموسيقى الرسم والرفص، ثم استعمال الأدوية لأنها تساعد على تسهيل العلاج السلوكي.
للتواصل مع الكاتب
[email protected]