الاحد - 08 سبتمبر 2024
الاحد - 08 سبتمبر 2024

أشياء نحتاج العودة إليها

قد تمر على الإنسان لحظات يفتقد فيها أشياء يحبها أو حتى يكرهها، لا ينفك عقله، ولا قلبه يفكر في شوق، وحنين إلى تلك الأشياء واللقطات المخزنة في جوف جمجمته كقرص صلب ذي سعة تخزينية عالية، يتوق ويرهف لملامستها ومعاينتها والعودة إليها، فتنجرف في داخله، وتجري في دمه حاملة رسائل تحثه على تذكرها دائماً، أو ممارستها في أقرب وقت ممكن، داعية إياه لاسترجاع تلك الأيام والساعات التي استهلكها من وقته. قد تكون الأيام والساعات سعيدة، وربما تكون حزينة أحياناً تكون محفزة للإنسان للإقبال عليها، وذات طاقة إيجابية مرتفعة تعود بالنفع والخير على شخص الإنسان وسلوكه، فيعود أكثر قوة وأملاً في تحقيق تطلعات، وأدوار في بيئة مجتمعه، لطالما حلم بها ورغب في أدائها لتكون دافعاً له، ولمن حوله في الابتعاد عن كل مثبط، وما هو سلبي في هذه الحياة، فيكون شخصاً ذا همة وشجاعة في مجابهتها وتحديها فلا يركن للكسل واليأس والتذمر، بل يكون قدوة يقود أفكاراً إبداعية وخلاقة ينهل منها المجتمع بجميع شرائحه. قبل أن أكتب هذه السطور انتابني ذلك الشعور باللهفة والرغبة في العودة لحب دافئ ودائم، ولا أدري إن أحبني واشتاق إلي، أو رادفني الشعور نفسه والإحساس بأني افتقدت جزءاً كبيراً من قلبي، وخواء في عقلي وفكري، وسكون يحيط بروحي وبدني، تركته وحيداً منذ زمن ليس بقليل، عشق أبدي وأدبي، أرنو لجمال حرفه وحسن صيغته، لطالما كان يؤنس بصيرتي ويريح قريحتي، فرح خطه، وأمل كلمته، ولا أنسى رومانسية شعره، وألوان قلمه، جميعها كانت كأصداف بحر تصون مشاعر صادقة ومعاني هادفة، ورسالة وأمانة يجب المحافظة عليها والارتقاء بها، فهذا الشيء ألا وهو (الكتابة) يغوص في منابع فكرية وعلمية وثقافية تكون دائماً نافعة لتقدم الإنسان وفكره وطريقة عيشه، وتعطيه دافعاً قوياً ليكون شخصاً مثابراً مجتهداً لنشر مبادئ وقيم نبيلة. هو عالم سحري فسيح وواسع يحملني على بساط الأمل، ويجعلني أكثر تفاؤلاً وذا إيجابية عالية، ما دفعني للعودة سريعاً لهذا العالم الجميل الذي يحثني على أن أكون أكثر حرصاً وصدقاً وصبراً، فهو منارة تضيء دربي، وتفتح أمامي آفاقاً واسعة أبلغ بها قمم الجبال الشاهقة. فعلينا دائماً أن نتذكر ونعود إلى الأشياء الرائعة والسعيدة التي تنير دروب حياتنا، ولا بأس إن كانت حزينة، فتذكر الأشياء الحزينة قد يكون حافزاً لنا لنكون أكثر إقبالاً على حياة مشرقة مليئة بالأفراح والمسرات، ولا نألو جهداً لتحقيق رغباتنا وطموحاتنا والمواظبة عليها.