الجمعة - 20 سبتمبر 2024
الجمعة - 20 سبتمبر 2024

«قوالب معلوماتية» من الطلبة .. والمبادرة غائبة

فيما يعد المحاضر نفسه للمحاضرة التالية، تجد الطلبة ما بين دارسين ومتسامرين، في مواضيع لا حصر لها، لكن من الممكن جداً أن تتوقع القائمة التي تندرج تحتها هذه المواضيع، وهي غالباً لا تتعدى عناوين رئيسة، وقليلاً ونادراً ما تكون الأنشطة والمبادرة هي أم جلسة كتلك. لا أعمم ذلك على جميع طلبة الجامعات، ولكنني أفتح باباً من عشرات الأبواب التي تؤدي إلى موضوع أساسي في شخصية الطالب الجامعي، وهو المبادرة، فعلى الرغم من أن الطالب في المرحلة الجامعية يكون قد نضج إلى حد كبير وميّز بحيث يستطيع أن يختار ويخطط ويتحمل المسؤولية، فإنك تجد أن شباب وشابات الجامعة يستفيدون من قليل جداً من قدرتهم على العطاء والإنتاج. إن المبادرة تحوي في معانيها التحرك لإصلاح أو تطوير أمر ما يحدث في محيط الإنسان، بمعنى عملي، السؤال والبحث والتقصي واتخاذ الخطوات الفعلية للتقدم باتجاه هدف معيّن، والمسابقات هي واحدة من أفضل الطرائق لتعزيز التنافسية والأداء الأمثل لدى أيٍّ كان. وشخصياً يمكنني أن أقول إنني شخصية بنيت على المسابقات، ولكنك لن تتعامل مع الطالب الجامعي على أنه تلميذ مدرسة، فتأتي له بمنابر التنافس وتطلب منه أن يقدم يمناه ويخطو، ولكنك يمكن أن تحفزه بأن تخبره بأهمية مرحلته العمرية في بناء الأمة، وهذه الجملة الأخيرة تغيّر كثيراً وتعطي قوة دافعة للطلبة المتحمسين خاصة، وتزرع الرغبة في الآخرين. إذا كنت أقول في مقالي إن الطلبة فقيرو المبادرة، فأنا أقول أيضاً إن المحاضرين أو الدكاترة أو ربما مسؤولو الأنشطة لا يشاركون الطلبة تجاربهم بالقدر الكافي، الطلبة يحتاجون إلى مثال بشري، إلى قدوة في مجال ما تتحرك أمامهم ويستفيدون من نجاحها ويتجنبون أخطاءها، يحتاجون إلى من يقلدونه في بعض أمورهم، وإلى من يناقشهم، ويشاورهم، ولذلك وقعه القوي على إنتاج الطالب. والدراسات الاجتماعية لهذا الجيل أثبتت أن الموظفين يعملون بشكل أفضل تحت التحفيز المستمر. فمشاركة الطالب هي أيضاً تحفيزه، تحفيز قدراته الطبيعية، هي الضغط على الجوانب النشيطة في شخصيته، ولك في الشخصيات ألوان، فهناك الطالب المفكر والتنفيذي والتطويري والروتيني وغيرها من الشخصيات، فهذا المقال يوجه إلى النظر في أسلوب أفضل في التعليم بناء على التحفيز. هل نطالب المحاضرين أن يتحولوا إلى محللي شخصيات؟... نحن نطالب بأن يستمتعوا بتعليم وتخريج أجيال لبناء هذا البلد، وهذه الأمة. نحن فقط لا نريد أن تتخرج قوالب معلوماتية من الطلبة غير المبادرين. وهذا باب مفتوح للطموحين، فمَن مِن المعلمين سيكتشف طالبه المبادر ليكون المثال البشري ليضمِّن حديثنا في المبادرة سيرة قدوة من الطلاب؟