2018-09-16
منذ بدايات تنظيم «الإخوان المسلمين» عام 1928 على يد حسن البنّا، وهمّ التنظيم الوحيد الاستيلاء على السلطة في أي مكان يتاح له، ولذلك أنشأ البنّا نفسه الجناح العسكري عام 1939 ليمارس العنف والاغتيالات لخدمة الهدف الرئيس لـ «الإخوان»، من غير اكتراث لما تسببه خطورة هذا المسلك من زعزعة لأمن المجتمعات، فالتنظيم يسعى إلى نشر الفوضى كي يتمكن من الوصول.
لا يخفى على أحد أن وسيلة الوصول المتمثلة في نشر الفوضى هي وسيلة هدم، وهي أسلوب أقل ما يقال فيه إنه «دنيء»، لكونه يضر بأمن المجتمعات ويهدد حياة البشر الآمنين.. غير أن تنظيم «الإخوان» لا يتورع عن فعل شيء بشكل سري مهما كانت خطورته على الأبرياء، فيما يظهر العكس في خطابات قياداته العلنية، فيتباكون على الحقوق وينادون بالقيم المثالية، وعندما أتيحت لهم فرصة الحكم في مصر كانوا متناقضين مع خطاباتهم، فضاعت تلك القيم في سبيل مصالح الإخوان.
ولأن «الإخوان» يدركون حاجتهم إلى الأموال كي يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم، فإنهم اتجهوا للبحث عن مصادر لتمويل تنظيمهم، ومن أهم تلك المصادر الاستثمارات والتبرعات، والتبرعات تكون غالباً بالتحايل على الناس بذرائع مختلفة كمعونة المحتاجين أو بناء المساجد، التي لا تبنى، وما إلى ذلك.. أما الاستثمارات فتكون إما بأسماء أشخاص من أعضاء التنظيم أو على شكل شركات في العديد من الدول، يديرها عناصر التنظيم والأرجح أنهم من القيادات ضمن السلم الهرمي لـ «الإخوان».
لذلك، وكي تتفادى المجتمعات خطر «الإخوان» لا بد من العمل على أكثر من محور لتحجيمهم، منها المحور الفكري والتنبيه إلى خطر الفكر «الإخواني» عبر وسائل الإعلام ومن خلال النخب الفكرية ذات الصوت الإيجابي لدى الجمهور، يضاف إلى ذلك محور قطع التمويل المالي، فهذه النقطة لها أهمية كبرى لدى «الإخوان» ومن دونها يبقون عاجزين عن الفعل، ولعلّ قرار لجنة التحفظ وإدارة أموال الإخوان في مصر قبل أيام في التحفظ على 1589 إخوانياً أو داعماً للإخوان يعد خطوة في الاتجاه الصحيح لمنع الإخوان من دعم جناحهم المسلح، وبالتالي تعطيل خططهم التخريبية ووقاية المجتمعات من كوارث محتملة قد يصنعها «الإخوان» معتمدين على أن «الغاية تبرر الوسيلة»، لكن الحقيقة تقول إن الانحطاط عنوان كل من الغاية والوسيلة.
[email protected]