2018-09-13
لا أعتقد أن فرص الحل السياسي في اليمن سوف يجري الاستمرار في تقديمها للحوثيين سواء من الأمم المتحدة أو التحالف العربي، ولعل السبب أن عملية استعادة الشرعية لن تتوقف بطبيعتها العسكرية ما دام الحوثيون يعطلون كل مسارات البحث عن سلام لهذه الأزمة التي كلما زاد عمرها فلن يكون ذلك في مصلحة الطرف الحوثي، الذي يفقد الكثير من قدراته على الأرض ولعل ما حدث من قطع للطريق الاستراتيجي بين الحديدة وصنعاء يشكل منعطفاً مهماً سوف يترك آثاره على الحوثيين في صنعاء.
استعادة الشرعية عملية قانونية تتم تحت أعين الأمم المتحدة التي يسعى مبعوثها إلى جلب الأطراف إلى طاولة حوار سياسي موحد ومشاورات جادة للوصول إلى حل حقيقي لهذه الأزمة، من أجل أن يستقر اليمن ويعاد بناؤه بعدما ساهم الحوثيون في تدمير كل ما من شأنه أن يساهم في استقرار اليمن.
لقد كان للتدخل الإيراني في اليمن عبر استغلال إيران للحوثيين الأثر الكبير على الشعب اليمني الذي عرف التعايش والتناغم الطائفي وتعامل خلال عقود زمنية طويلة مع التنوع الكبير في التشكيل الاجتماعي اليمني، ولكن عندما تدخلت إيران في هذا الجزء المهم من الجزيرة العربية أصبحت اليمن تعاني من أكبر أزمة سياسية في تاريخها حيث ساهم الانقلاب الحوثي في القضاء على آمال وطموحات الشعب اليمني بكل أطيافه.
فرص الحلول السياسية تتناقص مع تلك المنهجية الكبرى من المماطلة التي يتخذها الحوثيين في تعاملهم مع مبادرات الأمم المتحدة ودول التحالف العربي، التي ليس لها هدف سوى استعادة الشرعية في اليمن، إيران تتدخل بشكل واضح بالأدلة والبراهين وتساهم في تأزيم القضية اليمنية من خلال السلاح الإيراني الذي يصل إلى الحوثيين وتلك الصورايخ التي يستخدمها الحوثيون في اعتدائهم على الشرعية في اليمن.
الحل السياسي في اليمن مطلب الجميع والعودة إلى طاولة المفاوضات خيار استراتيجي للحوثيين إذا ما رغبوا في أن يكونوا جزءاً من العملية السياسية في اليمن مستقبلاً، بشرط ألا يكون ذلك على حساب مكونات الشعب اليمني وقواعده التاريخية وقيمه السياسية، لذلك على الحوثيين أن يدركوا أن فرص الحل السياسي قد لا تستمر في الظهور في الأفق لأن الشرعية على أبواب صنعاء الآن والفرص التي تضيع لا يمكن استعادتها وفقاً للقواعد السياسية والتاريخية.
[email protected]