2018-09-13
من الواضح أن محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لإقناع الانقلابيين الحوثيين بحضور المفاوضات والحوار مع الحكومة اليمنية الشرعية لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية كانت ومازالت معقدة جداً، وعندما يعلن غريفيث عن خيبته لعدم حضور الحوثيين إلى جنيف، فالأمر كان متوقعاً من الجميع بما فيهم غريفيث، فالحوثيون يظهرون القبول بالحوار ويبطنون كسب الوقت لعل شيئاً ما يحدث لمصلحتهم، لكن ذلك بعيد جداً.
قبول الحكومة الشرعية اليمنية بالحوار مع الانقلابيين لم يأتِ من ضعف في المواجهة، فهزائم الحوثيين على الأرض كبيرة، والجيش الوطني اليمني مدعوماً بقوات التحالف العربي يحرر المنطقة تلو الأخرى.. بل جاء القبول من أجل خلاص الشعب اليمني من الأزمة التي تمر عليه، غير أن الحوثيين لا يكترثون للأمر، وهمهم الوحيد تنفيذ إملاءات طهران، آملين أنها تستطيع حمايتهم.
وحين يقرر المبعوث الأممي الذهاب مجدداً إلى الحوثيين لإقناعهم، فالأرجح أنه يبدد الجهد والوقت، وأما قوله في مؤتمره الصحافي قبل أيام بأن «الظروف لم تكن مواتية لوصول الحوثيين إلى جنيف»، ففيه مغالطة واضحة، فالتحالف العربي عمل على توفير التسهيلات اللازمة لوفد الحوثيين إلى جنيف، والغريب قول غريفيث إن عدم حضور الحوثيين إلى مفاوضات جنيف لا يعرقل العملية السلمية في اليمن.
كي يكون المبعوث الأممي أكثر واقعية في محاولاته يفترض به أن يكون أكثر صراحة، وعليه أن يبيّن بوضوح أن مراوغات الحوثيين سبب إخفاق مفاوضات جنيف وسبب تعطيل أي أمل بإيجاد حلّ سلمي للأزمة اليمنية.
[email protected]