2018-09-12
ماذا لو كنا نعيش في أفضل عصر مر على البشرية بفضل الإنترنت، أحد أعظم الاختراعات التي غيرت تاريخنا الإنساني للأبد؟ الأمر لا يتعلق بذلك وحده وإنما بالصراع الذي نعيشه حتى الآن لفهم ما وراء هذا العالم المحكوم بتغير الخوارزميات، ومما لا شك فيه أن أعظم رغبة يتقاسمها كل من يعيش على سطح البسيطة هي الرغبة في لفت الانتباه وكسب الرضا والإعجاب وللمفارقة هي أغلى مورد يمكن الاعتماد عليه لدفع عجلة الاقتصاد وإدارة المال والأعمال بل وإدارة دفتي الإعلام والسياسة.
اقتصاد الانتباه هو ما يجب أن نلتفت إليه أفراداً وأصحاب أعمال ومديري مؤسسات؛ إذ إن هذا النهج في إدارة المعلومات حسب منظور توماس دافنبورت يركز في المشاركة العقلية على عنصر معين، وبعد أن يتحقق الوعي بوجود هذا العنصر يتم اتخاذ القرار المناسب والتصرف على أساسه.
إذ كيف يمكننا استثمار فكرة محدودية قدرة البشر العقلية في انتقاء وتقبل المعلومات مع وجود خاصية الاهتمام التي يستخدمها دماغنا لتصفية المعلومات الأكثر أهمية ضمن محيط رقمي ومتمدد؟
إن البرمجيات التطبيقية تأخذ الفكرة السابقة بعين الاعتبار بصراحة أو ضمنياً، وهو ما يجب التركيز عليه من قبل مستخدمي التطبيقات المختلفة عبر مراحل مختلفة بدءاً من إنتاج ما يكفي من المحتوى الجيد والصحيح بقوالب تناسب المنصات المستخدمة، وانتقالاً إلى الاستثمار في إعلانات «فيسبوك» ومحرك البحث «غوغل» وانتهاء بالتقديم والمتابعة المستمرة، وفي الحقيقة أن كثراً لا يدركون قيمة الاستثمار الفعلي في هذا النوع من الترويج والإعلان عن تحقيق الأهداف المختلفة عبر استخدام إحدى أقوى أدوات التسويق والترويج منذ عصر الإعلان التلفزيوني.
إن الفرصة الذهبية تكمن في الاستثمار في مورد الانتباه الذي لا تعبر عنه نقرات الإعجاب بالضرورة، وإنما ما يواكب ذلك من جهد في الإنتاج والتجريب والاستمرار، ولا يكمن السر في التنبؤات بما هو قادم في عالم الخوارزميات والتطبيقات بقدر ما يكمن في الاستفادة القصوى من تنوعها، وهناك نقطة أخيرة يجب أن نؤمن بها وهي أن الاستثنائية التي يتميز بها عصر الإنترنت قادمة من التغيير الكبير الذي أحدثه هذا الاختراع في مفهومنا عن النجومية والنجاح ، حيث يمكن أن يحقق مهاجر مغمور ملايين الدولارات لمجرد أن فهم قواعد اللعبة الرقمية بينما يفضل عالم مشهور إغلاق حسابه في تويتر إلى الأبد.
[email protected]