يعرف ولا يعترف

جمهور كرة القدم «أناني» لا يحب أن يعطي لاعبيه لأندية أخرى إلا في حالات استثنائية. هذه الصورة كانت تُقابل بامتثال تام من اللاعبين أنفسهم، أي أنهم يبدؤون مسيرتهم مع لون ما ويبقون معه إلى وقت الاعتزال. كانت هذه الصورة واضحة قبل أن يدخل الاحتراف عالم اللعبة الشعبية. مثلما أن لكل قاعدة استثناء، كانت هناك استثناءات في فترة الهواية شهدت انتقال لاعبين إلى أندية أخرى. يمثل الاحتراف في كرة القدم صناعة لها منتجها الخاص، فيها ربح وخسارة، واللاعب المحترف يبحث عن أفضل مصدر للمال، فإذا لم يجده في مسقط رأس موهبته، يبحث عن ينابيع أخرى تروي عطشه المادي. ليس المال المحفز الوحيد للانتقالات، بل عدم وجود فرص واضحة لإبراز الموهبة أيضاً يحفز اللاعب على البحث عن فريق جديد يمنحه الفرصة لتفجير طاقاته وإبداعاته، فضلاً عن وجود أسباب أخرى. هذه الحقائق يعرفها الجمهور لكنه لا يعترف بها ويريد من لاعبيه أن ينهوا مشاويرهم في المكان الذي علّمهم أبجديات الفنون الكروية وأن يرتدوا شعاراً واحداً لا غير. عندما انتقل اللاعب البرتغالي لويس فيغو من برشلونة إلى ريال مدريد أُطلق عليه لقب الخائن. هذه الحقيقة تضع بعض اللاعبين المواطنين الذين يريدون مغادرة فرقهم تحت الضغط، بعضهم يخضع لها ويبقى، والآخر يرفض الاستسلام للعواطف. [email protected]