2018-09-10
تشير مظاهرات مدينة البصرة العراقية التي اندلعت خلال الأيام الماضية، معلنة رفض العراقيين للوجود الإيراني في بلادهم، إلى أن هناك تبايناً كبيراً بين مواقف بعض الحكومات العربية ومواقف شعوبها.
رفض أبناء البصرة لإيران بلغ حدّ إنزال العلم الإيراني ورفع العلم العراقي على مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة بعد حرقه وتدميره، مع هتافات منها «إيران برّة برّة، والبصرة تبقى حرة» وغيره من هتافات طالبوا بها بخروج إيران من العراق وعدم تدخلها في شؤونه.
ما حدث في البصرة يمكن أن يحدث في أي مدينة عربية أخرى في الدول التي سمحت لإيران بالتمدد داخلها، كما في سوريا أو لبنان، وكذلك في اليمن مع اختلاف الحالة فهنا أتاح الانقلابيون الحوثيون الفرصة لإيران .. لذا يفترض أن تدرك حكومة طهران أنها مهما حاولت فلن تجد الحاضنة الشعبية في دول الجوار العربي، وإن قبلت بها بعض المناطق لأسباب معينة في تلك الدول كما في «الضاحية» في لبنان مثلاً، فلن يكون الأمر عاماً، وتبقى تلك المناطق خاضعة لأيديولوجيات وعقائديات ليست منتشرة في الدولة كلها.
إلى ذلك، لا بد لحكومات تلك الدول من أن تكون على مستوى وعي شعوبها بخطر التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، وخطر التمدد غير المحدود لإيران وميليشياتها وتوظيفها للميليشيات الداخلية كي تزيد سطوتها في أي مكان سنحت لها فرصة الوصول إليه، إما لظروف سياسية، أو بانتهازها الاضطرابات لتمضي في تنفيذ مخططاتها التوسعية، لكن الشعوب باتت أكثر وعياً في فهم الطموحات الإيرانية، وحاولت وسوف تبقى تحاول الوقوف ضد التغوّل الإيراني، ما يعني أن ما تنفقه طهران على مطامعها سوف يذهب هدراً إن عاجلاً أو آجلاً، والخاسر الأكبر في هذه المعادلة هو الشعب الإيراني المغلوب على أمره، فالأموال الطائلة الموجهة للمخططات الخارجية كان لها أن تصنع تنمية غير مسبوقة وانتعاشاً اقتصادياً كبيراً في الداخل ينعكس إيجابياً على الواقع المعيشي للمواطنين، غير أن مشروعات «الولي الفقيه»، وحلم عودة الإمبراطورية الفارسية، أقوى لدى حكومات إيران المتعاقبة من دعم الشعب وتوفير متطلبات حياته اليومية .. لكن ذلك لن يدوم، فالتاريخ أثبت أن الخطأ لا يستمر.
[email protected]