2018-09-10
يحتفي الناس بانطلاق عامهم الميلادي أكثر من العام الهجري، مع أن المعاملة بالمثل في هذا الأمر مطلوبة، وظلم مفتتح العام الهجري بإنقاص البهجة به، ليس محموداً أبداً.
مما أسهم في قلة الاعتناء ببداية العام الهجري، القول إن التهنئة بانطلاقه لم تشتهر عن السابقين، وأن ترك ذلك أولى؛ وهو ما أسهم في تغييب تقدير العام الهجري، واللجوء إلى تضخيم الاحتفاء بالعام الميلادي، كذا جعل تقويمه مقدماً على التقويم الهجري، وأحياناً اعتماده وحده.
اليوم الاثنين نختتم سنتنا الهجرية، وغداً نستقبل مطلع سنة جديدة، وغريب جداً أن تمر هذه المناسبة، بدون قول حسن، وفعل أحسن، من جنس دعاء لطيف، أو هدية حسنة، أو أمنية طيبة، وأغرب من ذلك منع ما تقدم، بحجة الخوف من اعتبار رأس السنة عيداً، أو أن في ذلك تشبها بالغرب، أو أنه يفتح الباب على تجويز التهاني بالمناسبات.
مرت من أعمارنا سنة، ومؤكد أنها تضمنت نعماً عدة، تستحق حمد المنعم، سبحانه وتعالى عليها، وحتى إن تضمنت عكس ذلك، فالشكر على من قضاها وقدرها، سبحانه وتعالى، واجب شرعي، وفي الوقت نفسه أمامنا عام مقبل، يستحق منا مقابلته بالأمل، والتفاؤل، والدعاء لله تعالى، بأن يكون عام خير وبركة، وعز وسؤدد، وعفو وعافية.
أختم بأن التهاني بالمناسبات من المسائل العادية، وأن جعلها من المسائل التعبدية، يفوت على الناس كثيراً مما يساعدهم على أن يكونوا متحابين متجانسين، وسالمين مسالمين.
[email protected]