2018-09-10
وقع بين يدي مثل إنجليزي يقول:«لن يشكرك الأعمى على مرآة تعطيها له». وهذا ينطبق على فئة من الناس عندما تقدم خدماتها في غير أوانها أو في غير محلها. صحيح أن البعض يسارع في تقديم خدماته بطيبة نفس وكرم أخلاق، إلا أن هناك فئة تتمرس في تقديم خدماتها للآخرين، فتعجز عن التعبير عن الامتنان والشكر، لكن وبعد مضي بعض الوقت تجد ذلك الشخص الذي سبق أن قدم خدماته يأتي ويبلغك عن مشكلة يعانيها ويريد أن تساعده في حلها.
تماماً كما حدث مع والد صديقتي التي حكت لي موقفاً مر على أبيها، عندما كانت له معاملة في إحدى الشركات الخدمية، وقد قام أحد منسوبي تلك الجهة بمساعدته لإنهاء موضوعه، وبعد مضي يومين فوجئ بأنه يزوره في مكتبه، ويطلب وظيفة لأحد أقاربه. الموقف برمته مفاجئ، لكن من الواضح أن من قدم المساعدة كان يعرف أين يعمل والد صديقتي، لذا قدم خدماته حتى ينشئ نوعاً من العلاقة أو يفتح معه طريقاً يستطيع من خلاله العبور وسؤاله أن يرد له ما قدمه له من مساعدة أو معروف. بطبيعة الحال لن يذهب ويذكر له أنه سبق أن خدمه وعليه الآن أن يرد المعروف، لكنه من البديهي أن التخطيط كان حاضراً، وأنه ينتظر مكافأة على خدماته، أما والد صديقتي فقد فهم أن ما جرى معه لم يكن من أجل سواد عينيه، وإنما من أجل منصبه، لذا سارع بطرد هذا الشخص من مكتبه.
[email protected]