2018-09-09
* هل بات من شروط بقاء مطبوعة ما أواستقطاب المشاهد لقناة ما، هو الإتكاء على نوعية من الأخبار والحوارات التي لا يمكن أن نطلق عليها إلاّ «الفضائحية»؟
هل أصبحت الفضائحيات نوعاً سائغاً للمتلقي، يحرص عليه القائمون على المطبوعات والتلفزة العربية، بوضعها على رأس قائمة إنتاج البرامج المنوعة في كل دورة برامجية، كنوع من الترفيه للمشاهد العربي؟
وهل اختلفت، اليوم، مقاييس نجاح الإعلامي العربي وانتشاره وبقائه، وأصبح من شرط تنافسيته في الوسط الإعلامي وسطوع نجمه قدر ما يتمتع به من جرأة، وليس بقدر ما يتمتع به من موهبة وثقافة وحضور ومهنية عالية في مجاله؟
كل هذه الأسئلة وغيرها، تطرق رأسي يمنة ويسرة كلما تعثرت بمشهد مصور لأحد البرامج التي يطلق عليها، اليوم، مجازاً، بـ «برامج المنوعات»، وأصطدم بمستوى الحوار بين المحاور وضيفه، لأعود وأتساءل، ماذا يهم المشاهد أو حتى القارئ في كل ذلك الهراء مدفوع الثمن مسبقاً، ليفرغ الضيف المبجل كل ما في جوفه بلا حذر أو خجل، مخرجاً كل ما في صندوقه الأسود للعلن في مطارحة حوارية وضيعة، ليجد المشاهد نفسه عالقاً في مستنقع حواري آسن تشيح عنه الوجوه!
أي نوع من المتعة كان يوضبها لنا القائمون على تلك البرامج، وأي مسؤولية مهنية أو أخلاقية اتكأوا عليها ليسوّقوا تلك المهزلة التلفزيونية بأنها ليست سوى «تخاريف» أو «هلوسات» عابرة!
في الواقع، حال المشاهد العربي، اليوم، لا ينتظر مواساته بمثل هذا النوع من البرامج «الهابطة»، فأين الجديد والمدهش أو المتعة في عرض تفاهات خاصة على ألسنة نجوم أو مشاهير أضاعوا بوصلتهم في الحياة، وأخبارهم وصولاتهم وماضيهم وحاضرهم بات ليس مخفياً على أحد في ظل ثورة السبق الرقمي؟!
اليوم، لسنا بحاجة لهذه الجرعات المسمومة التي تنز بالخزي، وتعد وصمة عار في جبين إعلامنا العربي، ومن يجيز هذه النوعية من البرامج على أنها مطلوبة ومرغوبة من المشاهد العربي، فنقول له بملء الفم: بأن المشاهد العربي لا ينتظر ترفيهه بتلك الأساليب التي فقدت صلاحيتها منذ زمن، بل في مساعدته في تأمين قوت يومه، بفتح مشاريع لاستقطاب عقول الشباب والارتقاء بوعي المجتمعات، عبر برامج هادفة ذات قيمة تقودهم إلى آفاق رحبة مضيئة بدلاً من تخديرهم وإشغالهم بتلك المخدرات الفنية الساقطة!
[email protected]