2018-09-06
ليس من المبالغة القول أن دول الخليج العربي لديها أكبر نسبة من السكان في العالم ممن هم في سن التعليم كون هذه الدول تتميز بأنها دول شابة فمعدلات الشباب في هذه الدول تتجاوز أكثر من نصف الشعوب الخليجية مجتمعة، ولذلك فإن محطة التعليم في الدول الخليجية تعتبر المحطة الأكثر ازدحاماً في مساحات التنمية التي تشرف عليها الحكومات الخليجية.
التعليم الجيد بطبيعته مكلف ويواجه الكثير من التحديات ولكن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الوحيد المضمون على هذه الأرض، فالدول التي تستثمر في تعليم شعوبها هي الدول التي تبقى دائماً في القمة وتنافس الآخرين بكل اقتدار، ولدينا في المجتمعات الخليجية فرص ثمينة للاستثمار في التعليم.
في الدول الخليجية يمنح الاقتصاد فرصة كبيرة لدعم الاستثمار في التعليم فصناعة الشعوب لا تبدأ بالخطابات السياسية أو غيرها إنما تبدأ مع أول يوم دراسي في المدرسة عندما يقف المعلم أمام تلاميذه في الفصل وعبر مسيرة للطالب المدرسي تمتد لأكثر من عقد ونصف العقد من الزمان يتم صناعة المواطن الحقيقي بكل معارفة وقيمة ومهارته ليكون جاهزاً للانضمام إلى المسيرة الوطنية التي تخدم الأوطان وتعزز مكانتها.
التعليم ثم التعليم وليس هناك خيارات أخرى لمن أراد أن يبنى شعوباً قادرة على الحديث بلغة العالم والمعرفة والتقنية، فكل ما حدث في العالم من تغيرات لم يكن سوى منتج تعليمي لفرد تلقى تعليمة في مدرسة وتخرج من جامعة، تغير العالم وتغيرت الكثير من الأشياء ولكن بقى التعليم منهجاً مميزاً بأدواته التقليدية فلن يكون التعليم مهما تغيرت الأفكار إلا بوجود معلم ومدرسة وجامعة ومختبرات، قد تتغير الأفكار والأدوات ولكن تقاليد التعليم ومنهجياته في نقل المعرفة لن تتغير فهي كذلك منذ قرون طويلة.
التعليم هو عنوان التقدم والدول الخليجية وخلال العقود الماضية قدمت للتعلم الشق الأكبر من ميزانياتها السنوية، وهذا دلالة على أن المجتمع الخليجي سوف يقدم نفسه بشكل تدريجي كمجتمع متعلم، لذلك لن يكون ضخ الأموال في التعليم إلا استثماراً حقيقياً من أجل المستقبل ومن أجل مكانة حقيقية للمجتمعات الخليجية.
[email protected]