2018-09-06
الشعب اليمني والخليجي والعربي سيواجه جميع المؤامرات التي تحاك ضد هويته وأمنه واستقراره، وستنجح كل محاولات نجدته من براثن الحوثيين ومقصلة الدعم الإيراني، هذا ما أكده مسؤول في أمانة مجلس التعاون الخليجي، استمراراً لدعم دول المجلس ومساندتها جهود الحكومة اليمنيَّة، ودعم وإغاثة الشعب اليمني، على الرغم من كل العوائق التي تضعها الميليشيات الانقلابيَّة أمام العمل الإغاثي والإنساني.
لكن المتابع لما يحدث، سيلاحظ أن فصائل الحوثي الإيرانيَّة تسعى لخلق كارثة إنسانيَّة وشيكة ومروعة، وذلك من خلال استهداف مفاصل الحياة والتنمية والبواخر الإغاثيَّة والتجاريَّة في البحر الأحمر، وتهديد الملاحة الدوليَّة، والأسوأ إيقاف حملة القضاء على شلل الأطفال في محافظة الحُديدة، ونهب مبالغ ماليَّة مخصصة لحملة تحصين شلل الأطفال في محافظات الجوف، وإعاقة توزيع أدوية الكوليرا في محافظتي الحُديدة وإب.
فهذه التصرفات العدوانيَّة اللاأخلاقيَّة جاءت أيضاً بسبب التراجع ميدانيّاً، والانهيارات المعنويَّة والنفسيَّة المدمرة، فهي تنتحر من الداخل، وتتآكل من الخارج، وتنتزع روح المقاومة من جسد هذا الكيان المتهالك!
كما يسعى الانقلابيون إلى إيقاف الانتصارات المتلاحقة، والترويج للأزمة الإنسانيَّة إعلاميّاً، ورفع وتيرة المزايدات عالمياً، بغية التشويش على المجتمع الدولي، ونيل التعاطف من المنظمات الحقوقيَّة .. ولكن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله!
ولكن على الرغم من قسوة المشهد وخطورته، تتمثل خريطة الطريق الإنسانيَّة في اليمن، مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي في إنقاذ أرواح القاطنين والنازحين على حد سواء؛ والمحافظة على المدنيين العزل؛ والتكافؤ في وصول كل المساعدات؛ وضمان إيصالها للمستحقين في كل المحافظات، والتعاون مع الحكومة اليمنيَّة لتقديم مشروعات إغاثيَّة من الهيئات المانحة، ورسم الخطط والأهداف والمشروعات على المدى البعيد، حسب ما تمليه الحاجة وظروف المرحلة.
حين يكون المستقبل أكبر هواجسنا فنحن نسير بالاتجاه الصحيح؛ لأننا نبني لأمتنا العربيَّة مكاناً آمناً نحيا فيه بظلال وارفة من الطمأنينة والسلام، ولهذا يعتبر تحرير اليمن من ربقة الظالمين أمراً يتسع مداه بالتفكير بالأمن القومي العربي، والرغبة في مغادرة التجاوزات التي شلّت حركتنا، وقيدتنا بكثير من الأغلال التي يجري تفكيكها اليوم بجهود التحالف العربي، لكي تتحرر إرادتنا نحو المستقبل، وهو واقع نراه محفوفاً بكثير من التفاؤل، والطموح، ما دامت غاياتنا شريفة ونبيلة، ومرجعياتنا ثابتة لنحمي أوطاننا وإنسانيتنا وتجاربنا المختلفة، ما يدفعنا إلى التماسك الصلب والعزم الأكيد على إنجاز المهمة المتبقية.
[email protected]