2018-09-06
كل يوم يطلع علينا العديد من الفئات المجتمعية بتسجيلاتهم المصورة عبر منصاتهم الاجتماعية، أو من المنابر العامة التي تسلقوها في ضوء ليلة وضحاها، فئات تبنت عناوين متعددة للظهور من خلالها للناس، فئات تتفاوت في ثقافتها وطريقة تفكيرها وأهدافها أيضاً، فالبعض ولج تلك المواقع كي يقدم نفسه للآخر من خلال ذلك العنوان الاجتماعي أو الإنساني أو الوطني أو العلمي أو التثقيفي العام، بقصد التنوير والإسهام في رفد المجتمع بمعلومات موسعة شاملة عن طريق تلك الوسائط وإثراء الجانب المعرفي لديهم.
وهناك من اتخذ عنواناً لافتاً بقصد الشهرة، واجهة جاذبة يروّج من خلالها لنفسه، وبخاصة حينما تتصل العناوين بالإنسان ومشاعره وتطوير مهاراته وقدراته الذاتية ومساعدته في اكتشاف ذاته وتوجيهه للسبل المثلى لإدارة حياته الخاصة والمهنية...
اليوم، ليس من الصعب أن تكون «قائداً فكرياً أو مصلحاً اجتماعياً أو مطوراً بشرياً» ولكن عليك أن تكون صادقاً في أهدافك وتوجهاتك في المقام الأول، وتمتلك المقومات التي تؤهلك لتلك القيادة، فالبعض القليل هو من يتكئ على ثقافة متخصصة عميقة بزخم مهني وحياتي زاخر بالتجارب والاكتشاف، والبعض الآخر ما هو إلا «ناسخ» لكل ما يكتبه وينشره الغرب من أفكار فيقوم بترجمته ومن ثم يسوّقه على أنه «بضاعته» ومن جيب ثقافته ومجهوده الخاص.
يحدث الارتباك لدى المتلقي وتسحب الثقة من ذلك «القائد أو المطور الاجتماعي»المزعوم حينما يجد المتلقي نفسه أوسع اطلاعاً وأكثر ثقافة في العنوان الذي انبرى لتقديمه، ليجد نفسه أمام «ناقل غير أمين» وليس خبيراً مختصاً وعارفاً في مجاله.
أما الخيبة الكبرى، فحينما يصطدم المتلقي بأسلوبه الفج خلال نقاشاته المباشرة العامة، حيث يفتقر إلى المصداقية وإلى اللباقة والشراسة أحياناً؛ المخيّب والمناقض تماماً لما كان يروّج له من مفاهيم وقيم وأساليب وأفكار متقدمة راقية حضارية عبر منصاته. وحينها فقط يمكن أن نجزم ببداية تلاشي الهالة التي أحاطت به وبالكثير ممن نصّبوا أنفسهم «قادة اجتماعيين» مزيفين عبر منصات التواصل الاجتماعي. هالات الوهم المخادعة التي سوّقت لها بعض وسائل إعلامنا المحلية التي لا تنفك عن تقديم أي أنموذج افتراضي مشاع وجريء دون التحقق من مصداقيته وحقيقة أهدافه ونصاعة أدواته وأخلاقياته!
همسة
لا تروّج لبضاعة لا تمتلكها ولا تستخدمها.
[email protected]
فاطمة اللامي