2018-09-02
في بداية التسعينات عندما لم يكن أمامنا سوى التلفزيون كمصدر للترفيه، ليس هناك هواتف ذكية تجلب لك العالم بين يديك، ولا أماكن ترفيه تحوي أكثر من أرجوحة ومزلاق وبعض الألعاب «غير الذكية»، حينها كان البرنامج التلفزيوني الناجح يشغلنا ونتابعه، بل وتصبح مجريات حلقاته وفقراتها؛ حديث الساعة، وموضوع الحوار في المجالس، في تلك الآونة قدم الإعلامي إبراهيم علان برنامج حروف، وهو برنامج مسابقات مشحون بالتحدي، ويرتكز على سرعة البديهة في استجلاب المعلومة المخزنة في الذهن بصورة قياسية، فيتبارى المتسابقان في سرعة الإجابة عن سؤال المذيع، والحاسبة تدور بشكل سريع لتضيف النقاط للمتسابق.
كان من المدهش أن تجد البعض يجيب قبل أن يكتمل السؤال ليسبق خصمه في تسجيل المزيد من النقاط لمصلحته، لذلك فقد كان إيقاع الحلقة بتسارعه يشدك، وكنا نجتمع أمام الشاشة نختبر قدراتنا في سرعة إيجاد الجواب من أرشيف الذاكرة، ومن مخزونها، فنتبارى نحن أيضاً من منازلنا.
كنا في البداية نعتبر السرعة القياسية التي يجيب بها المتبارون على أسئلة المسابقة، مستحيلة على أمثالنا، ويصعب علينا مجاراتها، ولكن مع الوقت صار الأمر أكثر سهولة، مع الدُّربة والتمرين، أصبح ممكناً، ثم سهلاً، ثم بتنا ننافس المتسابقين المشاركين في الحلقة، فنجيب قبلهم.
كيف تحول المستحيل إلى ممكن؟ الإجابة تتلخص في التدريب والاستمرار بالتطبيق، فعندما يعقد أحدنا النية، ويربط العزم، ويتسلح بالإرادة، فلا مكان للمستحيل في مسيرته نحو هدفه، فالتدريب ثم التدريب، لابد سيصنع التغيير، ويُحَسِّن الأداء، ومع الوقت ستصبح الأمور أكثر سلاسة، وأمامنا أمثلة لتطبيقات عديدة، منها الحركات التي يؤديها لاعبو الجمباز والسيرك، وكذلك الرياضيون، فالتدريب مدخل عملي يزيد من فاعلية الفرد، ويرفـع كفاءته النوعية في مجال اهـتمامه.
[email protected]