2018-08-31
الكل يستذكر بالفخر والاعتزاز مسيرة القائد العظيم الأب المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي نذر نفسه لخدمة أبناء شعبه، امتلك شجاعة نادرة في تحقيق إنجازات أشبه بالمعجزة، ولعل أبرز هذه الإنجازات ترسيخ مفهوم الاتحاد الذي تحققت بفضله إنجازات غير مسبوقة، فالشواهد الحية تثبت أنّ النضج المجتمعي والحضاري والثقافي لتمكين المرأة في الإمارات لم يتوقف منذ تأسيس الاتحاد.
في يوم المرأة الإماراتية تتجلى مكانة بنات زايد في الرقيّ الإنسانيّ الروحيّ والعلميّ في بناء مسيرة التنميـة الوطنيــة، وترسيخ الاستقرار الأسري والتلاحم الاجتماعي والقيم المعتدلة والتراث الوطني الأصيل.
فلقد كتب الراحل العظيم تاريخاً ناصعاً للمرأة الإماراتية، فقد كان يمتلك فكراً نقياً وحساً فطرياً يعكس عبقرية قائد عظيم واحترامه للمرأة كإنسانة وعضو مهم في منظومة الدولة والتنمية الحضارية.
لقد أولى الوالد المؤسس اهتماماً بالغاً لقضية المرأة وأدوارها التفاعلية من خلال خطاباته وتوجهاته، وترسيخ القيم التي تسمو بنا في التفكير الذي يحرّر العقل من الأوهام والانغلاق، فكانت القيم السامية لا حدود لها في حياتنا، ولا استغناء عنها في تعاملاتنا، وهذا ما يميز مجتمعنا.
فقد كان الشيخ زايد، رحمه الله، نصير المرأة بجدارة، حيث حرص على تعليمها ومساواتها بالرجل، وخلق تكافؤ الفرص، ولهذا لا توجد فجوة في الأجور أو في المناصب والسلم الوظيفي وتسلم مهام القيادة، مما أدى إلى تعميق روح المواطنة بوصفه سلاحاً فعالاً في تعزيز روح المسؤولية والالتزام، وانصرفت الإماراتية إلى حب الوطن والارتباط به، وتم تعميق الشعور بالهوية الوطنية.
فكانت رؤاه وتخطيطه، رحمه الله، استراتيجية مضيئة لأبناء المجتمع كافة، خصوصاً المرأة الإماراتية، وقد أصبحت الإمارات مصدر إلهام للطاقات البشرية النسوية العربية لكل الدول الإقليمية التي تحمل في مواقفها الظلم والحيف للمرأة عموماً.
ولهذا فإنَّ المرأة في الإمارات فقط تستطيع أن ترسخ ثقافة التسامح وترسي قيم السعادة وقبول الآخر والحوار الثقافي ونبذ العنف والكراهية ودمج كل هذه المعاني الخلاقة في منظومة قيم الأسرة والمجتمع، لأن العلامة الفارقة في مجتمعنا في الإمارات هي أنّ المرأة لا تخوض معارك أو نضالاً لتطالب بحقها في الريادة والتميز، أو تنزع مطالبها، فهناك أدور وطنية ريادية تعهدتها القيادة الحكيمة في ترسيخ العدالة واستتباب الأمان في هذا الوطن، وحمايتها قانونياً ما جعلها ترسم لوحة المستقبل من خلال إنجازاتها.
كما تعاطى شعب الإمارات مع كلّ القيم الخيّرة من حرية وكرامة إنسانية ومواطنة خيرة، عزز من مكانة المرأة لتنعم بالامتيازات، إلى درجة إنها تفوقت على نفسها في فترة وجيزة، لأن الدولة بكل مؤسساتها تعهّدت نمو المساواة والعدالة والتسامح، واستناداً إلى قيمة أصيلة للمجتمع الإماراتي هي قيمة احترام المرأة وضمان حقوقها، وإعادة بناء العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس الوحدة الإنسانية.
[email protected]