2018-08-28
التعليم وسيلة أساسية للإعمار والبناء، والتعلم هو النمو المعلوماتي المتراكم في عقل الإنسان بإرادته؛ فمستحيل أن تمر سنة دراسية، دون أن ينمو فيها المتعلم، ثقافة وكفاية معرفية في مختلف نواحي الحياة، أما الارتقاء في السلم الأكاديمي، فليست العلامة الوحيدة على نمو عقولهم، وإنما هناك علامات أخرى تدل على تغيّر المتعلم معرفياً مثل: نموه فيزيائياً وبيولوجياً سليماً وسلوكياً، ونفسياً؛ بل إن خصائص شخصية المتعلم في تغيّر مستمر، ومهاراته تزداد صقلاً، وما كسب من خبرات إن لم تُستثمر تضْمحل، وحتى لوكان النمو بطيئاً، أو المتعلم أخفق أكاديمياً على الورق، فلا يعني ذلك تقهقره التام في جوانب حياته الأخرى، ولا يعني أنه صفر الوفاض من العلم، فلا بد أن يكون عنده من نواتج التعليم القليل، وتراكم لا بأس به من المعرفة، ما يجعله ملماً بمعرفة ما أحبه على الأقل، طالباً استظهاراً لما قد تعلمه في الماضي؛ ليستطيع تخطي عقبات الحياة، ولا يخرج الفرد بتوصيف الفشل؛ حتى لو رسب.
لا تحامل على نظام الامتحانات، ولا ادّعاء بمظلومية المعلم ولكن.. السبب الأول مدى دافعيته التي تكاد تنعدم عند المتعلم؛ فالدافعية الذاتية في حب التعلم والعلم، والفضول المعرفي صار اليوم من المثالية، وهذه ليست نظرة سوداوية؛ بقدر ما هي ظاهرة، على الوالدين متابعتها لدى أبنائهم؛ فهم المقياس الأول، لكشف مدى درجتها لديهم، ولو أن كتبهم الدراسية عرضت كحكاية جميلة قيّمة، لما عافها المتعلمون والمعلمون أيضاً، فمناهجنا يكسوها شيء من الملل والرتابة، ومن يحاجج فليلتفت إلى أرفف مناهج حلقات التعليم؛ ليحسب فقط، عدد الدروس التي يكتسب منها المتعلم علماً حقيقياً، يحمله معه سنين عمره؛ فيسترجعها متى طُلب منه؛ ليستكمل باقي المعلومة بنفسه؛ أليس الاسترجاع والتذكر في كثير من الأحيان يكسب الفرد قيماً وأخلاقاً جميلة، يستحب أن يتحلى بها جيل المستقبل؟! ونفخر أننا من جيل التلقين والاستظهار.
[email protected]