2018-08-26
انتهت الإجازة المدرسية سريعاً، وبدأت العوائل الدخول في دوامتها المعتادة: الاستعداد للعام الدراسي الجديد، من شراء مستلزمات القرطاسية والزيّ المدرسي والحقائب المدرسية، أمّا الكتب، فاليوم، تبدأ مدارس الدولة بتسليم الكتب المدرسية للطلاب، في جلبة سنوية أشبه بالماراثون!.
وككل عام دراسي، لا يخلو من التحديات الإدارية، في تسليم الكتب في الموعد المحدد، وانتظام الطلاب بشكل كامل في مقاعد الدراسة.
أمّا الأهم، فتبقى تحديات المنهاج الدراسي، على مستوى المحتوى والكم، ومدى تفاعل الطلاب مع المضمون وقدرة المعلم على توصيل المعلومة وإنهائه المنهاج دون تلكؤ أو ضغوط مع الزمن، آملين هذا العام من القائمين على وضع المنهاج الدراسي أن يأخذوا بعين الاعتبار الملاحظات التي أبداها أولياء الأمور في أواخر العام الدراسي المنصرم والتي تمت مناقشتها على مستوى المجلس الوطني، بخصوص بعض المضامين المدرجة في المنهاج الدراسي لصفوف الناشئة وطريقة صياغتها وجدواها في تحصيلهم العلمي والمعرفي.
العملية التعليمية، بدأت تأخذ شكل التحدي على الصعيد الأسري منذ عقدين وأكثر، بقدر ما يطمح إليه أولياء الأمور من حصول أبنائهم على تعليم جيد جداً يواكب متطلبات سوق العمل، بسبب تغير خريطة المهن الجاذبة والمطلوبة في سوق العمل وتراجع نسبة الإقبال على المهن التقليدية. جميعها باتت هواجس يعايشها أولياء الأمور منذ انطلاق اليوم الأول للدراسة حتى نهايتها، بين ارتفاع تكاليف الدراسة لمعظم المدارس الخاصة، وبين تخاذل بعض المعلمين في أدائهم لدورهم التعليمي والتربوي المنوط بهم تجاه الطلاب وبين المؤثرات الخارجية الطارئة التي قد تشغل الطالب عن تحصيله العلمي وتربك آباءهم في تحملهم قلق ما قد يعيق خططهم وطموحاتهم المرجوة في أبنائهم.
هي الدوامة الأشبه بالمخاض العسر، التي بات اليوم 99 في المئة من الآباء يغطسون في قاعها منذ استئناف العام الدراسي، ويبقون عالقين فيها ولا يكادون يلتقطون أنفاسهم قليلاً حتى يفيقوا على كوابيسها غير المتوقعة؛ محاطين بذلك القلق والتعب الذي ما كان أباؤنا ولا نحن نستشعره في زمن كان فيه التعليم رحلة يومية آمنة ومستقرة، وكأننا نخرج من بيوتنا إلى بيتنا الآخر؛ كالعصافير نغدو في صباحاتنا مدفوعين برغبة التحليق؛ تتلقفنا أياد أمينة ومسؤولة كانت تؤدي دورها المقدس التعليمي دون أن تنسى دورها الأبوي تجاهنا!