2018-08-24
مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون قال: إن تركيا ارتكبت «خطأ كبيراً» بعدم إطلاقها سراح القس أندرو برانسون المحتجز على أراضيها، مؤكداً أن ضخ أموال قطرية لن يساعد الاقتصاد التركي، لكنه أشار إلى احتمال إنهاء الأزمة مع أنقرة في حال تصرفت كدولة في حلف الناتو، وأطلقت سراح برانسون، هنا يبقى السؤال المهم هل يمكن لتركيا مراجعة قرارها لتطلق سراح برانسون؟ حسابات تركيا في هذا الجانب ليس فيها خيارات كثيرة، ولكنها جميعها صعبة.
الخسائر التي سوف تجلبها تركيا لنفسها لا تقابلها أي خسائر على الجانب الأمريكي، لذلك فاحتمالية استجابة تركيا للطلب الأمريكي أكبر من احتمالية تغاضي أمريكا عن القضية. ولعل السؤال هنا يقول: من سيضحي بالآخر؟ هل تضحي تركيا بأردوغان وتصريحاته من أجل تركيا الوطن وتجبر أردوغان على تسريح «برانسون» أم يتمسك أردوغان بموقفه الشخصي على حساب تركيا؟
هذه القضية ليست معقدة من جانب أمريكا التي تعتبر الطرف الأقوى في هذه المعادلة، وسوف تحصل أمريكا في النهاية على ما تريد بطرق متعددة، سواء كان هذا القس جزءا من العملية أم لم يكن، بمعنى دقيق أمريكا تضع الإفراج عن «برانسون» شرطاً أساسياً، ولكن ذلك لن يثنيها عن تحصيل ما تريد من تركيا.
هذه الأزمة التي تدخل فيها الدولة التركية لن تكون مغلقة بينها وبين أمريكا، لأن هناك الكثير من الأخطاء التي ارتُكبت من جانب الرئيس التركي في معالجة قضايا تهم المنطقة، مثل التدخل في سوريا والعلاقة مع إيران، إضافة إلى أزمات مع حلفاء أوروبيين مثل ألمانيا التي تضع شروطاً على تركيا لتغيير سلوكها في المنطقة مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية، كما جاء على لسان أحد أعضاء البرلمان الألماني.
أتكلم عن يورغن هاردت، العضو في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني في حديث لتلفزيون «بلومبيرغ» كما جاء ذلك في أحد المواقع الإخبارية الدولية، قال «لدينا مصالح مشتركة فيما يخص السياسات تجاه اللاجئين، ولكن لدينا أيضاً اختلافات كبيرة»، إذن تركيا في حال توسعها في الخلاف مع أمريكا سوف تستجلب خلافاتها مع شركائها الأوروبيين وشركائها في المنطقة، استجابة تركيا للطلب الأمريكي أكبر أهمية من رفضه، لأن الثمن سوف يكون مضاعفاً، وقد تختار تركيا أردوغان الاتجاه المعاكس في قضية «برانسون»، وخصوصاً أن الخبرة السياسية التركية ليست بالقدرة الدبلوماسية القادرة على معالجة الموضوع في ظل وجود أردوغان.
[email protected]