الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

تمادي قطر وعدائيتها

لعل من أهم المشاكل التي تعانيها حكومة قطر أنها تعرف أسباب أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لكنها ترفض الاعتراف بها، وعلى الرغم من الدعوات المتكررة للجوء إلى لغة العقل والحوار من مسؤولي تلك الدول - مثل تغريدات الدكتور أنور قرقاش - فإن «قطر» تصر على عدم التفهم وتتمادى في سياستها العدوانية، ما يراكم أخطاءها، الأمر الذي يصعّب عليها الحلول، فما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحاً غداً. وعليه، فإن خطوة وزارة الداخلية البحرينية قبل ثلاثة أيام بـ «إيقاف إصدار تأشيرات الدخول للمواطنين القطريين نتيجة لتمادي السلطات القطرية غير المسؤولة في التصرفات العدائية ضد مملكة البحرين» جاءت نتيجة لإصرار «قطر» على الابتعاد عن محيطها الخليجي والعربي عبر ممارسات غير واعية، ليدفع بذلك المواطن القطري ضريبة تلك الممارسات من خلال إجراءات صارمة تهدف إلى رفع مستوى المقاطعة مع «قطر» وضبط الأمن الداخلي للدول المستهدفة بالإساءات القطرية. لذلك أشار بيان داخلية البحرين إلى أن المواطنين القطريين ليسوا الجهة المقصودة بالقرار، وأن العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين لا يمكن أن تتضرر «جراء تصرفات السلطات القطرية غير المسؤولة والتي لا تراعي حقوق الجوار أو مبادئ القانون الدولي». واقع التصرفات القطرية منذ الخامس من يونيو 2017 حين صدر بيان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، يشير إلى أن قطر لم تدرك بعد أنه لا طريق لديها سوى التوجه إلى «الحوار»، وأما الاستعانة بدول إقليمية غير عربية، فما هي إلا فخّ كبير نصبته الحكومة القطرية لنفسها، وسوف تدفع الثمن غالياً إن لم تستدرك وتحكّم لغة العقل، لتنقذ شعبها مما ورطته فيه. [email protected]