2018-08-23
انتظر أكثر قليلاً، تمهل فلربما يتغير رأيك أو تتوضح الأشياء أكثر، بعض التأني مفيد ويخدم أكثر من العجلة واقتناص الفرص، حتى وإن كان العصر عصر السرعة.
هذه النصائح الثمينة متوارثة من أجيال قديمة، ربما لا تتلاءم مع السرعة الفائقة التي نعيشها مرغمين، وإن حاولنا التملص من سلطتها على عقولنا وحياتنا وأشغالنا وقراراتنا، لكنها مفيدة ومثمرة عندما يتعلق الأمر بالمشاعر والأحاسيس.
التأني والصبر هو المحك الوحيد في اختبار صدق المشاعر والأحاسيس، لأن سحر اللحظة الأولى ينجلي مع الوقت، والقلة فقط من تصمد أمام مخبر الزمن، فهو الكفيل بالغربلة وكشف الصادق من الكاذب والطيب من الخبيث، هذا ما يؤكده كل من مرّ بتجارب الحياة وعرف أسرارها.
فلنعطِ أنفسنا وقتاً أطول للتفكير فيما يجول حولنا، فلنمنح الآخرين أيضاً هذا الوقت، فلنتعامل مع الزمن منفصلين عنه، ولننظر إليه من الخارج بوعي دون خوف من أن نقع ضحايا أنيابه المفترسة.
مشاعرنا تستحق منا هذا الوقت الممنوح، أنفسنا تستأهل أن نتريث وننتظر ونصبر ونراقب ما يبقى وما يرحل.
الصبر حكمة والانتظار فن، فلنحاول تعلم أسرارهما.