2018-08-23
من الصعب أن تقتنص لحظة عيد هادئة خالية من ضجيج السياسة، والمجاملات الاجتماعية، فالأعياد جُبلت على أن تكون ضاجة. في زمن المفاجآت نحتاج إلى ذلك الهدوء الذي نود لو كفله لنا العيد، حيث الإجازات بالمجان، لكن أنّى يكون ذلك؟
«النأي بالنفس» .. سياسة اجتماعية يتخذها البعض في بعض المواقف التي لا يملكون إزاءها القدرة على اتخاذ موقف، هكذا يبدو بالنسبة للمتأمل في هذه العبارة التي تقال على المستوى الاجتماعي .. أنأى بنفسي، أو أربو بنفسي عن كذا .. أما عندما تقال على مستوى السياسة العالمية، فإن هذه العبارة ستكون ملكة الترهل بلا منازع، فلا يوجد شيء أسمه النأي بالنفس .. هي عبارة تم اختراعها، أو استجلابها من قاموس اللغة لتكون في مقام ليس بمقامها، هكذا بدت لي العبارة في بادئ الأمر، لا سيما أني كنت أستخدمها عندما تضيق بي السبل، فكانت مخرجاً لي وحفظاً لماء وجهي .. أذكر ذات مرة استخدمت (أنأى بنفسي رداً على صديقة، أرادت مني اتخاذ موقفاً إزاء صديقة أخرى .. كانتا كلتاهما عينين في رأس، لم أرد الدخول في مشكلة يحتم علي الوضع بعد الخوض فيها أن أتخذ موقفاً، لذا كانت أنأى بنفسي هي الجملة لعفوية التي أسعفتني، وحمدت الله على أنني أمثل نفسي فقط!
في مواسم الأعياد الضاجة حاولت أكثر من مرة أن أتبع هذه السياسة (النأي بالنفس)، لكن وجدت نفسي التي نأيت بها تقع في فخ آخر، فلم يكن النأي نأياً حقيقياً، بل كان كجملة مترهلة تقال في المحافل، لا أقل ولا أكثر.
[email protected]