2018-08-18
في كل يوم يمر أصادف المتحمسين لإصدار كتابهم الأول، هذا الحماس الزائد مشجع ولكنه يقلقني إلى حد كبير، فالكل يبحث عن النهايات ليرى النتائج بينما القلة فقط هم الذين يستمتعون بالرحلة ويمضون في طريقهم الكتابي بصدق، الكتاب أيها الأحباب ليس سبيل الشهرة وتحقيق المال.
لكنه بداية الإنطلاق لمشروعك الأدبي والثقافي والمعرفي، فأنت حين ترى من حقق شهرة أو مالاً من وراء إصدار كتاب جديد أنت لا ترى الجهد الحقيقي قبل ذلك ولكنك ترى الثمرة فقط، السر يكمن في وضع المشروع بطريقة تمكنك من الاستمرار والعطاء والتعديل المستمر، ولا يكون ذلك إلا بالقراءة والإطلاع والمشاركة المستمرة التي تنضج التجربة، ولم يخطئ من سماها تجربة الكتابة لأننا في كل يوم نتغير ككتاب ونحاول البحث عن الفكرة الخالدة والقصيدة الخالدة والتي لن نرض عنها حتى وإن وصلنا إليها.
إن التحديات التي تواجه الكاتب في العالم المادي كبيرة جداً إضافة إلى انتشار الكتاب الإلكتروني والاتجاه العام إلى السمعي والمرئي جعل تنوع طرق تلقي المعرفة غير مقتصر على الكتاب وحده، لذلك فإنني شخصياً لا أرى الكتاب خصوصاً في البداية هو السبيل الوحيد للمعرفة أو أنه الطريقة المثلى لأحد أن يثبت للعالم أنه كاتب ومؤثر، فطرق التأثير تختلف وتوصيل الرسائل تختلف الآن عنها في السابق، ورغم إيماني العميق بالكتاب إلا أنني أردت أن أركز على المشروع الثقافي وارتباطه برسالة يؤمن بها الكاتب مهما كان مجاله ليضيف إلى هذه الدنيا بعيداً عن غرائزه الداخلية التي يريد تحقيقها، وإن الوصول لذلك في داخلك هو الوصول الحقيقي مهما كانت وسيلتك لإيصال الرسالة والتقدم.
[email protected]