2018-08-18
يحكى أن أحد الملوك رأى حماراً يدخل بُستانه، فأمر بإحضاره، ولم يكن له صاحب، فقرر إعدامه. «إنه حمار يا مولاي»، همس الوزير في أذن الملك، فقرر الملك أن على هذا الحمار أن يتأدب ويتعلم. فخرج مؤذن في المدينة لدعوة من لديه القدرة على تعليم الحمار إلى القصر، وصاح في الناس أن له المكافأة.بكل تأكيد لم يُقبل أحدهم على هذه الوظيفة الغريبة، ولم يلبِّ أحدٌ هذا النداء، حتى تقدم رجلٌ لهذه المهمة مشترطاً أن يمنحه الملك قصراً ومالاً وبستاناً ومدةٌ قدرها عشر سنين لتعليم الحمار، فتم له الأمر وحصل على مراده. لكن العاقبة ستكون قطع رقبته إن لم يفلح في مهمته. وافق بكل سرور!
خرج الرجل إلى زوجته وأمرها أن تحزم أمتعتها للرحيل إلى قصره وبستانه، لكنها كانت مستاءةً وخائفة، لأنها كانت تعرف مصير زوجها، فكانت إجابته لحيرتها، أنه وبعد عشر سنوات، قد يموت الحمار، أو الملك، أو يموت هو!
كم هي الفرص التي يضيعها كثيرٌ منا في انتظار فرص أخرى قد تأتي وقد لا تأتي. كثيرون من وجدوا الفرصة الجيدة لشراء مسكن بسيط، لكنهم قرروا أن لا يخسروا وأن يظلوا في انتظار «مسكن الحكومة» أو قرض الإسكان أو فرصة لشراء منزل أكبر وأفضل.
فرص عمل بسيطة لعاطل عن العامل، لكنه يفضل انتظار الوظيفة المناسبة.
فرصةٌ جيدة للسفر إلى مكان جميل، لكنهم فضلوا أن ينتظروا حتى يتمكنوا يوماً ما من الذهاب في «رحلة العمر» التي طالما حلموا بها.
أما صاحب الحمار، فأدرك أن الحياة اختلافاتٌ وأقدار، وأن عصفوراً في يدك خيرٌ وأضمن من عشرةٍ تتمايل على أغصان الأشجار.
وبين انتظارٍ وانتظار، غابت شمسٌ وطلع بدرٌ وتعاقب الليل والنهار، اختلفت الأعمار والأفكار، ثم انتهت «رحلة العمر» دون جدوى، وفات القطار وهو لا يزال يرسم أحلامه على «قائمة الانتظار».
[email protected]