الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024
الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024

درويش .. المنجز الاستثنائي

يوم الخميس الفائت في التاسع من هذا الشهر، مرت الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش. ومبرر الإشارة إلى هذه المناسبة يكمن حتماً في حجم المنجز الإبداعي لمحمود درويش، وهو منجز استثنائي لا يضاهيه في القيمة سوى عدد محدود جداً من التجارب الشعرية العربية المعاصرة. لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، إذ إن درويش ـ إضافة إلى كونه مبدعاً كبيراً ـ مثّل على مدى عقود طويلة قضية قد تكون الأخطر في التاريخ الحديث، وهي القضية الفلسطينية. مثّلها لا بطريق العنف، بل عبر أحد أكثر أشكال المقاومة رقيّاً وجمالاً وإبداعاً وارتباطاً بوجدان الإنسان وقيمه/‏‏‏‏ الشعر. استعادة ذكرى درويش هي أيضاً استعادة لقضية فلسطين، التي طالما تعرضت للتشويه، واتُهمت بالتطرف والعنف وأحياناً بالإرهاب.. من هنا تأتي ضرورة الاحتفاء الدائم بدرويش، وبسواه من المؤمنين بعدالة هذه القضية من الفنانين والشعراء والكتاب، إذ لا شيء كالفن يمكن أن يكون حاملاً للرسالات العظيمة، الأمر الذي أظن أننا لم نقدر أهميته كثيراً، فجعلنا الفن دائماً في ذيل القائمة، معتبرين إياه نوعاً من الترف، أو النشاط الفائض الذي لا يضرّ.. في حين كان ينبغي أن يكون في الصدارة، مقدّمين إياه على سواه.. [email protected]