2018-08-14
كما أن للتواصل فنوناً وسبلاً؛ فإن للتقاطع والتجاهل فنوناً وأساليب، تعين على إيقاف علاقة الأشخاص ببعضهم البعض وبلا سبب؛ فمثلًا ينتقل أهل المصالح من بلاط مسؤول صار ضعيفاً، إلى حاشية مسؤول آخر تملّك زمام الأمور حديثًا، بوضع فاصل التعامل مع القديم، وبناء واصل قوي مع الجديد.
وإن لأهل المصلحة دروباً ملتوية وماكرة، يستندون إليها، وينتهجون منهجاً خاصاً بهم، وكل ذات مصلحة على ذات الفكر الدنئ والمكر والخبث؛ فهم يحيطون المسؤول بعناية خاصة، وكأنه أغلى من على هذه البسيطة، ويجعلون من صدورهم درعاً لحمايتهم في طريق الذهاب والعودة من المرتزقة كما يطلقون عليهم؛ فلا يتعرض لهذا المسؤول موظف مجتهد، متكدر، يطلب حاجته على قدر اجتهاده، فيشكوه الحال، يقوم أهل المصلحة برد هؤلاء، ودفعهم عن طريق المسؤول، كما يعملون على تعبئة قلوب مسؤوليهم، قبل آذانهم على الصغير وعن الكبير وضد المنافس، ولا ينسون طالب العلم منهم فهو خطير، وتزداد قوائم الأعداء والمفسدين؛ كما يصورهم أهل المصلحة للمسؤول، وبالتالي يستبعد هو كل من ذكر في تلك القائمة المزركشة، بصفات وخصائص من حوله، ولا أقصد هنا سوى العيوب والنواقص الملفقة، حتى بات مديرهم لا يطيقهم، ويضيق ذرعاً برؤيتهم؛ فتُهمَش أدوارهم وتُنَحَّى أشخاصهم، ويبعدون عن طريق من وشى بهم ليصل إلى المنصب المنتظر بأمان؛ فإذا دارت الدائرة عليهم، وسقط المسؤول فأول سكين تقع عليه ستكون ممن هم أقرب إليه، وهم أهل المصلحة، ممن حوله وممن كان يسمع لهم، ويصدق محبتهم وكل كلامهم، لا نلوم أهل المصلحة بل كل اللوم يقع على المدير، الذي أعطى أذنه وكله لناس كهؤلاء، لا يحسنون سوى نقل الكلام والوشاية والغيبة والنميمة، لن يعرفهم حتى يقع، سيبتعدون عنه نحو المسؤول الجديد، ليتفننوا في أدوات التواصل الفعال معه، ويفعلوا ما مُكروا عليه من وضع الفواصل والحواجز متى ما أرادوا وبمزاجية، فمتى يعي المسؤول أخلاق بطانته؟
[email protected]