السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

ماذا ننتظر من قطر «عرابة الإرهاب»؟

قبل كل شيء لا بد من التأكيد على أن الحكومة السعوديَّة كعهدنا بها ترحب باستقبال ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج من شتى أقطار الأرض، وتعمل جاهدة لتبرئ ذمتها أمام الله بعدم تضرر المسلمين من قطع علاقاتها الدبلوماسيَّة مع حكوماتهم، والتصعيد وتدويل وتسييس فريضة الحج واستغلالها من أجل المكيدة السياسيَّة، فقد حُجب موقع تسجيل الحجاج القطريين الذي أنشأته وزارة الحج السعوديَّة لتمكينهم من أداء شعائرهم بيسرٍ وطمأنينة. ولكن هل القطيعة الدبلوماسيَّة من جانب قطر مع أي حكومة أخرى ينبغي أن تؤذي مواطنيها وتروعهم من أداء هذا الركن العظيم لأجل إرضاء غطرستها وغرورها الزائفّ؟! إن قرار المنع يمثل فرض عقوبات جماعيَّة وفرديَّة على أبناء شعبهم، وانتهاكاً صارخاً لحق الوصول إلى الأماكن المقدسة، وإهداراً لحقهم في ممارسة الشعائر الدينيَّة، لن تكون هذه الفريضة من جانب القوى الرباعيَّة وسيلة لتلبية مقاصد العزلة والقطيعة، فبعد منع ضيوف الرحمن ماذا نتنظر من «عرابة الإرهاب»؟ إذا كان الترويج لحقوق الإنسان والتسامح مع الآخر في عباداته فضيلة كبرى تنادي بها كل الرسالات والأعراف الإنسانيَّة والقانونيَّة، فإن هناك ما يوازيها، ألا وهو فضيلة «حريَّة العبادة»، وهو ما يتنافى مع حرمان الحاج القطري من هذه الفريضة الدينيَّة والروحيَّة والعقائديَّة. الدوحة تتاجر بالفرائض وبالمواسم الفضيلة من الحج مثلما كانت الشريفة إيران، بغية توجيه رسائل سياسيَّة تتسم بالعدائيَّة، فالحج والعمرة فريضتان من فرائض الإسلام، قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) {البقرة /‏ 196}. كما تدل هذه السلوكيات المضللة على مدى الانحراف الكبير في المعايير، واختلال الموازين بين ما هو سياسي تواجهه بشجاعة، وما هو حق إنساني يُؤدى بسلاسة، فضلاً عن أنها تشبه ما فعلته الدولة اليهوديَّة الصهيونيَّة من منع سكان فلسطين من أداء فريضتهم التعبديَّة في القدس!! فلا غرابة في أن تصدر منها هذه الأفعال الإجراميَّة التي تعتبر صدّاً عن سبيل الله، واستهانة بالشريعة الواجبة، وعدم التعويل على هذه الفريضة التي تعتبر خامس ركن من أركان الإسلام. كما أن من يتجرأ على الله بمنع حجاجه من السهل عليه الإيغال في الانحراف والتعمق في الإرهاب، أو كل ما يخالف جادة الصواب. إن حرمان المسلم من أداء النسك الواجبة عليه بغير وجه حق هو أمر غير جائز شرعاً، وفاعله متشبه بالكفار الذين صدوا المسلمين عن الحج ومنعوهم منه، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) {الحج: 25}. [email protected]