2018-08-09
كثيراً ما أسمع تذمراً من فكرة القراءة يصل إلى حد عدم التقبل أو الكراهية أحياناً، ولا ألقي باللائمة على الشخص تماماً، إذ إن هناك عوامل كثيرة مسببة لهذه القطيعة مع الكتاب على سبيل الذكر لا الحصر: المحيط الأسري وتقبله لفكرة أن الكتاب هو أحد أهم طرق التطوير على المستويات الشخصية والمهاراتية والسلوكية عند الأشخاص، المدرسة ومدى اهتمامها بأن تحول القراءة إلى عادة يومية فأسلوب للتعلم والتفاعل والتطور الأكاديمي، الأقران وإذا ما كانت المواضيع التي تقدمها لنا الكتب تمثل جزءاً من حواراتهم اليومية واهتماماتهم، وهناك عامل يرتبط بالفرد نفسه ومدى إيمانه بضرورة الكتاب في حياته الشخصية والمهنية وارتباطه بالتطور والنمو الذاتي.
هناك من يؤمن بالفكرة، ولكنه لا يستطيع اختراق حالة الملل أو الضغط النفسي الذي يمكن أن يسببه مجرد وجوده بالقرب من الكتاب، لذا أعتقد أن «بومودورو» يمكن أن تكون حلاً لهؤلاء، وهي تقنية طورها الإيطالي فرانشيسكو سيريلو في أواخر الثمانينات، وتعني الكلمة «الطماطم» باللغة الإيطالية.
كل ما تحتاج إليه هو ورقة وقلم لتدون أسماء الكتب التي تود قراءتها أو أجزاء منها، ثم اضبط المؤقت على 25 دقيقة، وقبل أن تبدأ بالقراءة تأكد من إزالة أي مشتتات، وخصوصاً تلك التكنولوجية، حتى تحافظ على تركيزك وبعد انتهاء المدة يمكنك الاستراحة لمدة خمس دقائق.
الفكرة تتعلق بالتطوير المتكرر والمتزايد، وهي تتطلب في البداية بحثاً عن بذرة التحفيز أو الدافع الأساسي للقراءة، وتجاوز الضغط الذي يسببه الأمر في دماغك أو حتى الألم - القراءة يمكن أن تكون مؤلمة لمن لا يؤمنون بجدواها - وأخيراً بناء مجموعة من الارتباطات العصبية، وذلك من خلال تحديد هذه الارتباطات على الورق وممارستها يوماً بعد يوم حتى تتحول القراءة إلى ممارسة تتشكل في ذهنك بسلاسة، ما يزيد خبرتك بالقراءة وإعجابك بالكتب يوماً بعد يوم.
الهدف الأساسي من «بومودورو» هو الحد من تأثير المشتتات الداخلية والخارجية على التركيز والتعلم، وهي مشكلة الكثير من القراء، وفي الوقت نفسه تحويل القراءة من عمل مجهد إلى ممارسة سلسة ومحببة عبر التطوير التكراري كما أسلفت، وأخيراً لئلا يتشتت تفكيرك أيها القارئ حول سبب تسمية التقنية بالطماطم، فالأمر يعود إلى «سيريلو» الذي كان يستخدم مؤقِّتاً على شكل حبة طماطم مقطوعة.
[email protected]